المدية : جزء من وثيقة نادرة باللغة العصمانية ( اللغة العثمانية القديمة
المدية : جزء من وثيقة نادرة باللغة العصمانية ( اللغة العثمانية القديمة ) موجودة في الأرشيفات التركية مؤرخة في 24 ربيع الأول من سنة 1252هجرية الموافقة ل 9 أوت 1836م ، ذكرت فيها مدينة المدية و هي الفترة الحساسة التي مرت على المدية في تلك الحقبة بين تجاذبات سياسية حساسة في فترة الأمير عبد القادر في تلك السنة وتكالب الفرنسيين على المدينة فاستغلوا غياب خليفة الأمير وهو امحمد بن عيسى البركاني، و قامو باحتلال المدينة لفترة قصيرة سنة 1836م و هي الحملة الثالثة لاحتلال المدية ووضعت السلطات الفرنسية حينها الباي مصطفى بن حسين بعد ما كانت تحت حكم الخليفة البركاني ليقتاد الباي الى البركاني بعدما حرر المدينة و عادت له و الكثير من الأحداث التي شهدتها المدينة لا يسعنا المقام لها ، الوثيقة طويلة جدا تتكلم في موجزها عن ظلم الفرنسيين و احتلالهم لبعض المدن إلا مدينة قسنطينة التي لم تترك بها حامية فرنسية و لم تحتل، فيها كذلك إحداث فرنسا للفتنة بين الأهالي، كذلك منح فيها السلطان لقب باشا الجزائر إلى أحمد باي بعد سقوط مدينة الجزائر و رحيل الداي حسين و باي المدية مصطفى بومزراق إلى فرنسا ثم نفيو الى الإسكندرية بمصر ،كذلك أحداث عن تونس و طرابلس ،عن كامل باي الذي كان مبعوث السلطان محمود الثاني الى قسنطينة ، الوثيقة فيها أحداث كثيرة لم أستطع ترجمتها إلا بعض الجمل فقط ، الوثيقة بأربعة صفحات بخط عربي جميل جدا هو خط الرقعة، و قد كتبت كلمة المدية ( مديه ) و هو إسمها في الأرشيفات العثمانية القديمة و كتبت نفسها في عملة المدينة البوجو المضروب بالمدية وكتبت في ثلاث مواضع في الوثيقة ، تكتبها الأرشيفات التركية الحديثة بكلمة Midye لمن بحث أكثر في مراكز الأرشيفات التركية .
هي محاولة لكشف جزء من تاريخ المدية المجهول يجب على المؤرخين الجادين إعادة النظر في مثل هاته الأرشيفات التي لم ترى النور و ترجمتها لمعرفة الكثير من الحقائق و إعادة كتابة تاريخ حاضرة المدية العريق و قبائلها التليدة، خصوصا مع ظهور آلاف الوثائق في الأرشيفات التركية ، ووثائق كثيرة عن الجزائر في تلك الفترة بمركز سيمانكاس بإسبانيا و مختلف مراكز البحث العلمي بأوروبا .
المصدر : الجزائر في الوثائق العثمانية [ Osmanli Belgelerinde Cezayir ] ليوسف صاريناي ، رقم الوثيقة HAT, 47965-B رئاسة دائرة الأرشيف العثماني أنقرة 2010
تاريخنا أمانة فلنحافظ عليه.
تعليقات
إرسال تعليق