دول المماليك في صراع القرطاجي
خطة البحث
مقدمة
المبحث الاول خلفية النوميديون ودورهم في صراع
المطلب الاول الموقع الجغرافي
المطلب الثاني لمحة عن الصراع القرطاجي الروماني
المطلب الثاني ماسينيسا
المبحث الثاني دورالممالك النوميدية في الصراع. القرطاجي الروماني
المطلب الاول دورهم في الحرب البونية الأول 241-264 ق.م
المطلب الثاني دورهم في الحرب البونية الثانية 202-218 ق.م
المطلب الثالث دورهم في الحرب البونية الثالثة 146-149 ق.م
خاتمة
المراجع
مقدمـة
حاول رواد المدرسة الكولونيالية فرض رؤية تعاقب المحتلين في تاريخنا ، وعملوا جاهدين على تغييب دورنا في التاريخ و اقتصروه في « كمشة » من التجار القادمين من الشرق ( الفينيقيين ) أو « كمشة » من العساكر القادمين من الغرب ( الرومان ) ، يحملون معهم حضارات جاهزة إلى هؤلاء الجموع التي مازالت تعيش في ليل ما قبل التاريخ ويظهر هذا التوجه من خلال اهتمام المؤرخين الغربيين بدراسة تاريخ نوميديا خدمة لأغراضهم الاستعمارية ، أو من أجل الترويج لفرضية نشر الحضارة والتمدن لتبرير الاستعمار و أعمالهم التوسعية ، خاصة بعد ضياع المؤلفات النوميدية التي كتبها حميبسال الثاني ( Hiempsal ) و يوبا الثاني ( 2Juha ) . كما أن تدمير قرطاجة من قبل الرومان سنة 146 ق.م وحرق مكتباتها أفقدنا من النصوص والوثائق التي يمكن أن تنزع اللبس عن الكثير من الحقائق التاريخية في بلاد المغرب القديم عامة و الجزائر خاصة لاسيما فيما تعلق بالمرحلة السابقة لرومان ، ومما يؤكد ذلك أن ستيفان قزال ( Stephane gsell ) اعتبر أن مجرد ذكر الشعب الأهلي باسمه و إبراز شيء من دوره في التاريخ هو دفاع غير مستساغ من طرف المتشبعين بالنزعة الاستعمارية رغم مشروعيته . أما المصادر الكلاسيكية الإغريقية و اللاتينية لم تتكلم بصفة مباشرة عن تاريخ نوميديا إلا من خلال الصراع القرطاجي الروماني ، حيث كانت البدايات الأولى المدونة التاريخ نوميديا هي التي تبدأ مع الحرب البونيقية الأولى وكانت مؤلفاتهم ترتكز على تعمد إهمال كل ما هو نوميدي قومي وأصبح كل فعل مؤثر في التاريخ نظرهم - إما روماني أو قرطاجي ورد فعل نوميدي " . اصطدمت روما أثناء حركتها التوسعية و احتلالها لكامل أراضي شبه الجزيرة الإيطالية ، بالقوة القرطاجية التي اعتبرت كحجرة عثرة في طريقها و هذا ما أدى إلى الصدام بينهما ، و نشوب صراع مع بداية القرن الثالث قبل الميلاد . إلى غاية منتصف القرن الثاني قبل الميلاد ، فكانت على شكل ثلاثة حروب أطلق عليها الرومان اسم الحروب البونية أو البونيقية ، حيث لعب النوميديون بقادتهم وفرسانهم دورا فعالا ومحوريا وذلك باعتراف كبار مؤرخيهم الذين كتبوا عن هذه الحقبة التاريخية ، ومنهم بوليبيوس ( Polybe ) اليوناني وتيت ليف ( Tite live ) الروماني .
فماهو الدور النوميدي في الحروب القرطاجية الرومانية ؟ و ما قوة التأثير على انهزام وانتصار كل طرف من الأطراف المتنازعة ؟
المبحث الاول خلفية النوميديون ودورهم في صراع
المطلب الاول نوميديا الشرقية
وجب علينا توضيح صورة النوميديين ، الذين دافعت قرطاجة عن إمبراطوريتها و توسعاتها بجيش طرفا منعزلا عن الأحداث بين القوتين بل بالعكس برزوا من أبناء البلد النوميد ، جزئيا من المتطوعين والمجندين ، كقوة مؤثرة في أحداث بلاد المغرب حيث سعت قرطاجة كانت هذه الجحافل بقيادة القرطاجيين مجهزتا جيدا لجلب المقاتلين الأشداء و العمال المهرة ، و الدليل على ذالك ومعززة بعدد كبير من فيلة الحرب . مكونات الجيش القرطاجي ، و العنصر البشري للمستوطنات على سواحل إفريقيا الغربية حسب نصوص هيرودوت . الحديث عن الصراع الذي كان بين روما و قرطاجة
• الماسيل ( ( Massyles ( توميديا الشرقية ) :
أولا : برزت كقوة في المنطقة في ظل الصراع الروماني القرطاجي بفضل شخصية الملك ماسينيسا فكانت حدودها تمتد من رأس تريتوم ( Camp Teretum ) يوفرعون ، غرب تونس ماعدا أملاك قرطاجة " إلا أن روح المنافسة الماسيل والمازيسيل والصراع القائم على حدودهما استغلته قرطاجة التي لم تحاول على مر التاريخ التقريب بين طرفي النزاع من النوميديين ، مما يدل على أن الوضع القائم كان يخدمها وأكثر من ذلك كانت تعمل دائما على استغلال التوتر و الصراع بين الطرفين . أنظر الصورة رقم 2 الملحق
ثانیا : هيمنة قرطاجة على ساحل البحر المتوسط
. ثالثا : إبرام قرطاجة لمعاهدات روما ، تتعلق بحسن الحوار من بين هذه المعاهدات ذكره بوليبوس ( Polybe ) كما دأبت الإمبراطوريتان على تجديدها قبل الحروب اليونية حسب ثبت لیف سنوات 384 ق.م. 306 ق.م ، 279 ق.م.الميلاد
رابعا : استمرار قرطاجة في دفع الضريبة للنوميديين منذ تأسيسها سنة 814 ق.م ، إلى أواسط القرن الخامس ق.م أي إلى غاية شعورها بالقوة العسكرية و الاقتصادية ، و الذي سمح لها بالتوسع على سواحل المتوسط الشمالية الغربية و على حساب أراضي النوميديين " . .
________________
الهادي كتاب أبحاث ودراسات تاريخية والارية ، مؤسسة كنوز الحكماء للنشر والتوزيع ، 2016 ، ص 136 Ch .
3 2007 - محمد البشير شتي ، الاحتلال الروماني لبلاد المغرب .Stephanegsell سياسة الروسية 146 ق.م / 10 م ، ط 2 المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1985 ص 19-18
المطلب الثاني الجيش النوميدي
اشتهرت نوميديا بالفروسية حيث كان فرسانها منطون خيلا قصيرة سريعة العدو ، تصلح لاستطلاع أحوال العدو الفارين من الجيش ، يلبس الفارس منهم لباسا خفيفا ويحمل سلاحا حقيقا أيضا ، ويعتلي صهوة فرسه من غير ولا لجام ، وإنما يمسك بيده قصيبا من خشب يصرف الفرس طوع إرادته ، وهذا دليل على حدقهم سياسة ومهارتم في تربيتها . أنظر الصورة رقم 3 و 4 في ا الملحق شارك الفرسان النوميديون بدور بارز في كل الحروب القرطاجية سواء كانوا مرتزقة أو حلفاء طبقا لمعاهدة عقدت في تاريخ لاحق ، و قد اعتمدت قرطاحة على المرتزقة لأنها لم تكن قادرة الاعتماد على سكانها المحدود العدد أن تتحمل الحرب الطويلة التي خاضتها " . وزاد التحاق النوميديين بالخدمة في حروب قرطاجة المتلاحقة نتيجة قوتهم وتجربتهم " . هكذا النوميديون جزءا من الجيش القرطاجي فلولاه ما ذاقت لذة الفوز و الانتصار ولا هدد حنبعل روما ورام فتحها إبتداءا من 406 ق.م انظم النوميديون إلى الجيش القرطاجي كمرتزقة ، كما كانوا يمدون قرطاحة من القرن الثالث ق.م بالفرسان " . ويؤكد بوليب أن الجيوش التي حاربت بها قرطاجة في حروبها كانت معظمها مشكلة من النوميديين ، ودعمت قرطاجة يفرق عسكرية كبيرة وصلوا إلى حدود اثنا عشر ألف جندي نهاية 218 ق.م
النوميديون وخنجر و ترس من الجلد وليس له سيف ولا درع " كانت هذه الحشود من المشاة و الفرسان تمتطي جيادها الخاصة خالية من أي تجهيز حتى من الركاب والسرج التي مجهزة بأسلحتها من رماح ، وسكين ، ودرع صغير ، تحت قيادة ضباط يتميزون بالتجربة والانضباط ومجهزة بشكل جيد بأسلحة هجومية ودفاعية ، وكان الرمح هو السلاح الوطني بالنسبة للبرير والذي كان يصل مداه إلى أبعد حد " رغم أن الفرسان النوميدين يعتبرون من أهم الكتائب وذات صيت وشهرة عالية ، حيث كانوا يمتطون الخيول الممتازة إلا أن هذا لا يقلل من شأن المشاة ، حيث كان الملوك التوميديين يعقدون اتفاقيات مع القبائل للحصول على الوحدات اللازمة أثناء الحروب للانضمام إلى القوات النظامية يقودها شيوخ القبائل وكان الإعلان ودعوة الانضمام تمتد إلى كل أرجاء المملكة أو جزء منها ، موجهة لكل رجل في مقتبل العمر و قادر على حمل السلاح ، وبهذا الشكل كان بإمكان تشكيل جيوش جرارة حسب ما تقتضيه الضرورة لذلك ، ففي بعض الحروب وصل تعداد هم أكثر من خمسين ألف رجل " كان القرطاجيون يستخدمون النوميديين كجنود مرتزقة وليسوا جنودا وطنيين خاصة في سلاح الفرسان لمهارتهم ركوب الخيل و العدو ، و وضعهم في مقدمة الصفوف ، حيث تشتعل الحرب .
_________________
غابريال كامپس ، ترجمة : محمد العربي عنون في الأعلى للغة العربية ، ص 8
أصول بلاد البربر ماسينيسا أو بدايات التاريخ المجلس 5 - الكتاب القدماء من الإغريق والرومان منهم clon ) Histoire Naturelle و rolybius ( Histoire Ga nerale ) و -Titiuslivius ( Histoire Romaine ) Sallus Tacile ( ( Les Annales s ( ius ( Hellum Jugurthimum RoyaumeNumide pendant la resinde guerre punique , p138 Cairn potheses - .2001 16/11
المبحث الثاني دورالممالك النوميدية في الصراع. القرطاجي الروماني
المطلب الاول دورهم في الحرب البونية الأول 241-264 ق.م :
في عام 264 ق.م حدث تمرد في مدينة مسينا في صقلية على القرطاجيين و لكن سرعان ما تدارك القرطاجيون الوضع و تمكنوا من قائد العامية و أخذوه كرهيئة ، فاستغاث أهالي ماسينا بالروم الذين أنوا لنجدتهم فانطلقت على ذالك ما يعرف بالحرب البونية الأولى ، التي كانت على شكل معارك و مناوشات من الطرفين ، قاد الجيش الروماني فيها مانلیوس و ريفوليوس أما الجيش القرطاجي فكان بقيادة حانون و همیلکار ، حققت روما انتصارات في معارك بحرية ودخل الرومان على اثر ذلك إفريقيا فاضطر القرطاجييون إلى طلب الصلح ، وكانت شروط هذا الصلح لصالح روما جيادها وهي : 1. رد الأسرى من غير قداء ؛ 2. خروج فرطاجة من الصفلية : 3. دفع غرامة حربية لروما قدرها المؤرخون بعشرين مليون بعضها معجل وبعضها مؤجل تنتهي بآجال عشرين سنة أما القائد هميلكار فقد أبعد إلى اسبانيا وهناك أسس مدينة قرطاجنة . أنظر الخريطة رقم 1 « الحروب بين روما و قرطاجة » في الملحق تداعيات الحرب البونية الأولى على نوميديا و ثورة الجند المأجورين : من أسباب هزيمة القرطاجيين هو اجتياح النوميد للأراضي القرطاجية ، الذين أرهقتهم سياسة قرطاجة اتجاههم . هنا يكمن دور النوميد في ترجيح كفة الرومان ، حسب الناضوري ان « المعاملة القاسية التي عومل بها الجنود البربر المتطوعون في بعض المواقف ، و كذا التأخر في دفع الأجور المستحقة لهم ، قد أثار نفوسهم ، و حفزهم نحو الاحتجاج ضد القرطاجيينو تعويض أفراسهم التي خسروها الحرب ، وأخذت أوضاعهم مطالبهم مع توالي الأيام نزداد سوءا و خاصة أن جيسكو Gisco اعتمد على الدهاء ، فتعمد أن يتفاوض مع كل مجموعة عرقية على حدة ونجح في إقناع الأغلبية منهم بأن ينتظروا مدة لتسوية أوضاعهم ، أحسن مانو ومعه كل الليبيين والنوميد في الجند المأجور بنوايا الغدر بهم من قبل قرطاج ، وقاد هذا التمرد سيونديوس ( Spendius ) قائد المرتزقة و مالو ( Mathos ) قائد النوميد الذي خدم قرطاجة في صقلية و الذي كان المحرك الأساسي لهذه الأحداث ، توجه مالو و سیندیوس إلى الليبيين وهم الأغلبية الساحقة في الجند الماجوري وكشفا لهم عن نوايا قرطاج التي تنوي دفع مستحقات الفرق الأجنبية وترحيلها إلى بلدانها الأصلية ثم إنزال أشد في عام 264 ق.م حدث تمرد في مدينة مسينا في صقلية على القرطاجيين و لكن سرعان ما تدارك القرطاجيون الوضع و تمكنوا من قائد الحامية و أخذوه كرهيئة ، فاستغاث أهالي ماسينا بالروم الذين أتوا لنجدتهم فانطلقت على إثر ذالك ما يعرف بالحرب اليونية الأولى ، التي كانت على شكل معارك و مناوشات من الطرفين ، قاد الجيش الروماني فيها مانلیوس و ريفوليوس أما الجيش القرطاجي فكان بقيادة حانون و همیلکار.
__________________
دياكوفسكوفالوف ، ترجمة نسيم واكيم اليازجي ، الحضرات القديمة ، ج الثاني ، منشورات علاء الدين ، دمشق . 2000 ، ص 193
محمد البشير شنتي ، دراسات في التاريخ و الآثار القديمة ، كنوز الحكمة ، الجزائر 2018 ، ص 139
المطلب الثاني دورهم في الحرب البونية الثانية 202-218 ق.م
: 1- في الجبهة الأوربية بعد وفاة هميلكار عين ابنه حانيبعل ( hannibal وهو في الخامسة والعشرون قائدا أعلى للجيش القرطاجي في اسبانيا.وقد جعله أبوه يقسم وهو طفل ، أن يكن حقدا دفينا أبديا للرومان " . واستطاع حانبعل في فرض السيادة القرطاجية على شبه الجزيرة الإبيرية ، أي إسبانيا . " ( siège de sagonte ) بعد هذه السيطرة أحست روما أنها في خطر و وجب عليها التفكير في إسبانيا ، و من جهة أخرى لم يكن بإمكانها إعلان الحرب مباشرة على قرطاجة ، لأنها كانت منهمكة في حروبها مع الغاليين الذين ثاروا عليها ، فحاولوا في بادئ الأمر مهادنة حانيعل و تحویل قواهم ضد الغاليين باللجوء إلى الدبلوماسية فأرسلوا له بعثة سنة 220 ق.م تفاوضت معه من أجل الحد من ازدياد توسعه بإسبانيا " هيئة أركان جيشه تتكون من هانو بن هاملقار ومهر بعل البربري قائد سلاح الفرسان النوميديين " سار حانيبعل على رأس جيش يتكون من 90 ألف ليبي وايبيري و 12 ألف فارس وعدد من الفيلة ، وشق طريقه بالسيف والترهيب والترغيب " على طول الساح ل فعبر نهر الرون بأقل ما يمكن من الخسائر ... ثم عبر جبال الألب في فصل يجعل الم ضائق غير سالكة وخسر العديد من الفرسان لسقوطهم من سفوح الجبال المغطاة بالثلج . وعندما نزل في سهول سيزاليين ، يبقى معه سوى 20 ألف جندي مشاة و 6 آلاف فارس وثلاث قيلة . . معركة تسيلو Bataille du Tessin كانت أول معركة خاضها حنبعل حسمها لصالحه بخطة سريعة ، لعب فيها الفرسان النوميديين دورا حاسما عندما طوفوا من الحلف كتائب الرومان الثقيلة بحيث لا تصمد رماحهم الطويلة أمام حراب النوميديين القصيرة والخفيفة والنافذة ، وسقط القنصل بايوس قائد الجيش تحت سنابك خيل هؤلاء الفرسان حيث وصفهم بسرعة الكر والفر " ، و هنا يكمن دور النوميديين في ترجيح كفة القرطاجيين في هذه المعركةالميلاد . de la Trébic وجهت روما جيشا ثانيا ضخما بقيادة طباريوس سميرونيوس لمسح هزيمة معركة تسينو فاختار حنبعل سهل غمره الفيضان وأوحلت ترينه وأمر حنبعل خمس مائة من خيرة فرسانه النوميديين فأمرهم بالتوجه ليلا إلى معسكر العدو التحام مع العدو في معركة ، ثم يولوا هاربين نحو المنحدر باتجاه السهل الضحل اين الكمين ووقع القائد الروماني في الفخ وهزم شر هزيمة ، و ذكر بوليبيوس دور النوميديين في ربح المعركة وترجيح جانب الفرطاجيين الذين التفوا من وراء الرومان ، مما أدى إلى سقوط القائد الروماني لوسيوس إميليوس مقتولا في الميدان مع القنصلين ماركوس و کنيوس ، و متابعة النوميد للخيالة الرومانية التي انسحبت ميدان المعركة " . معركة تراز يمين Bataille du lac Trasiméne : بدأت في 21 يونيو / 217 ق.م . حيث تقدم الجيش الروماني وتعداده أربعون ألف بقيادة جايوس فلامنيوس نحو بحيرة نرازيمين تحت رقابة الفرسان الثوميديين الذين كانوا يسيطرون على المرتفعات التي تشرف على المكان الذي يمر فيه الرومان وفجأة من خلال الضباب وهاجم جزء من الفرسان النوميديين كالصاعقة ، وسد الجنود الآخرون بجمعية المشاة الأفارقة مدخل شاطئ البحيرة الهلالي الشكل ، وأطبقت كماشة الجيش القرطاجي كتائب الرومان من كل ناحية ولم تجد مجال للمناورة ولا حتى الهروب " . معركة كناي Bataille de Cannes كان حنبعل يقود جيشا مكونا من أربعين ألف بينما جيش روما بقيادة منوسياس ريفوس مكون من مائة حيث اعتبر أقوى جيش جمعته روما في تاريخها ، قام الفرسان النوميديين بمخادعة الرومان في خفة أشباح صدتها القوات الرومانية بنجاح ، وتقهقر الفرسان الثوميديين مظهرين انهزامهم وتفهفر مهربعل غير نهر أفيدوس وضيق الخناق على الرومان كناي المكشوف فوجد الرومان أنفسهم في ظروف مزدوجة السوء منكفنين بعضهم على بعض ، محصورين الكتف إلى التاريخية العسكرية –
____________________
عبد الحميد بعطيش التمركز الجغرافي لقبائل النوميدية من حدود قرطاجة الى نهر ملوية ، مجلة التراث العدد 12 / 2014 محادير جمع الدراسة وتحقيق مخطوطات ص 10
جمال جمال مسرحي ، المقاومة التوميدية للاحتلال الروماني في الجنوب الشرقي الجزائري ثورات الأوراس والنجوم الصحروية هوذجا مذكرة لنيل الماجيستر في التاريخ القديم جامعة منتوري قسنطينة السنة الجامعية 2008/2009 ، ص 8
المطلب الثالث دورهم في الحرب البونية الثالثة 146-149 ق.م
: بعد هزيمة القرطاجيين في معركة زاما و معاهدتها المجحفة المفروضة عليها ، ظهرت نوميديا كقوة لا يستهان بها في حوض البحر الأبيض المتوسط ، حتى و لو أن روما كان هدفها هو تحطيم قرطاجة عدوتها التقليدية إلى أن الخطر النوميدي أصبح خطرا حقيقيا على مصالح روما في المنطقة خاصة أن روما كانت تعرف الخصال العسكرية التي كان يتمتع بها ماسينيسا حليقها في الحرب البونية الثانية . استغل ماسينيسا بنود معاهدة زاما الذي يخول استرجاع ممتلکاته و ممتلكات أسلافه في التوسع على حساب قرطاجة . أنظر الخريطة رقم 2 في الملحق ورغم الهزيمة النكراء التي منيت بها قرطاجة و فرض معاهدة راما المجحفة عليها إلا أن روما بقيت تخطط لإضعافها أكثر " ، وكانت للمناوشات التي جرت بين ماسينيسا الفرطاجيين ، ( حيث كان ماسينيسا يقلقها بغاراته على حدودها ) ، بمثابة الذريعة التي أرادت اتخاذها روما من أجل القضاء على قرطاجة نهائيا ، خاصة أن روما أصبحت فقامت قرطاجة بإرسال بعثة لروما لإقناع مجلس الشيوخ الروماني بالسماح للقرطاجيين الدفاع عن أنفسهم فوجهت روما ثلاثة من الخبراء . فلما بلغوها وراو حسن حال قرطاجة عدلوا عن إنصافها خوفا وخشية أن تعود قوتها وتحتفظ بسيادتها على وطن ، فأصبحت روما تلفق آسيابا واهية لتبرير الحرب على قرطاجة . وعلى إثر هذا الخلاف اندلعت الحرب بين الطرفين ، تكبد الطرفين فيها خسائر فادحة إلا أن النصر كان حليف الملك النوميدي كانت هذه الأحداث في سنة 150 ق.م بمثابة منعرج خطير للأطراف الصراع خاصة السيناتور كانو Caton رئيس مجلس الشيوخ الروماني الذي كان ردد على مسامع أعضاء المجلس قرطاجة يجب أن تهدم delanda carthago " هذه الرغبة الشديدة في تدمير الرطاجة تكمن في إرادة روما على بسط نفوذها على إفريقيا عندما تبنت روما مشروع الملك النوميدي , و بأنه يشكل الخطر الحقيقي بالنسبة لها فيما تحققت احلامه و نجحت محاولاته في بسط سيطرته قرطاجة الاستيلاء عليها ، راحت ، بدافع من روح البعض و الضغن التي تحمله لها بين الضلوع ، تبيت لها و تعد لها العدة للقضاء و دك معالمها إلى الحضيض " .
____________________
10- تناول مبارك بن محمد الميلي ، تاريخ الجزائر -Titiuslivius القديم والحديث . ج 1 . المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وحدة الرعاية الجزائر ، 2010 ، ص 117 17-
محمد بيومي مهران . المغرب القديم ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1990 ص 276 18
خاتمة
يمكن ختم هذا الموضوع بالاستناد على شهادات المؤرخين الإغريق والرومان واصفين قوة وشجاعة فرسان نوميديا الذين غيروا مجرى التاريخ عدة مرات يثقلهم العسكري والبشري لتبقى راسخة في ذاكرة الأمة سجل فيه أجدادنا أعظم البطولات باعتراف الأعداء نفسهم . الإطلاق بالنسبة لكل إفريقيا حيث كانوا يمثلون كابوسا حقيقيا بالنسبة للعدو يصعب عمليا التغلب عليه أو أنجبت نوميديا في العصور القديمة أفضل الفرسان على حصاره في المعارك ، كان سلاحهم الأساسي الرمح الذي يستعمل في المناوشات الأولى ، أما تكنيكهم المعتمد هو إطلاق الرمح المميت ثم التراجع بسرعة . يذكر سترايون Strabon أنهم كانوا يديرون حبلا حول رقية الحصان مثل اللجام ، و يرتدون سترة قصيرة دون أي حماية للجسم ما عدى درعا دائريا ، ويذكر سترابون أنهم كانوا يلفون ذراعهم اليسرى يجلد فهد لتكون بمثابة درع لهم "
قائمة المراجع
الهادي كتاب أبحاث ودراسات تاريخية والارية ، مؤسسة كنوز الحكماء للنشر والتوزيع ، 2016 . 3
- محمد البشير شتي ، الاحتلال الروماني لبلاد المغرب .Stephanegsell سياسة الروسية 146 ق.م / 10 م ، ط 2 المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1985
غابريال كامپس ، ترجمة : محمد العربي عنون في الأعلى للغة العربية ،
أصول بلاد البربر ماسينيسا أو بدايات التاريخ المجلس 5 - الكتاب القدماء من الإغريق والرومان منهم clon ) Histoire Naturelle و rolybius ( Histoire Ga nerale ) و -Titiuslivius ( Histoire Romaine ) Sallus Tacile ( ( Les Annales s ( ius ( Hellum Jugurthimum RoyaumeNumide pendant la resinde guerre punique , Cairn potheses - .2001 16/11 م
فتيحة فرحاني ، نوميديا , أبيك منشورات ،
7- دياكوفسكوفالوف ، ترجمة نسيم واكيم اليازجي ، الحضرات القديمة ، ج الثاني ، منشورات علاء الدين ، دمشق . 2000 ،
محمد البشير شنتي ، دراسات في التاريخ و الآثار القديمة ، كنوز الحكمة ، الجزائر 2018 ،
عبد الحميد بعطيش التمركز الجغرافي لقبائل النوميدية من حدود قرطاجة الى نهر ملوية ، مجلة التراث العدد 12 / 2014 محادير جمع الدراسة وتحقيق مخطوطات
جمال جمال مسرحي ، المقاومة التوميدية للاحتلال الروماني في الجنوب الشرقي الجزائري ثورات الأوراس والنجوم الصحروية هوذجا مذكرة لنيل الماجيستر في التاريخ القديم جامعة منتوري قسنطينة السنة الجامعية 2008/2009 ،
تناول مبارك بن محمد الميلي ، تاريخ الجزائر -Titiuslivius القديم والحديث . ج 1 . المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وحدة الرعاية الجزائر ، 2010
محمد بيومي مهران . المغرب القديم ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1990
تعليقات
إرسال تعليق