الصحافة المكتوبة في الجزائر
خطة البحث
مقدمة
المبحث الاول تاريخ تطور الصحافة المكتوبة في الجزائر
المطلب الاول نشاة الصحافة المكتوبة في الحزائر
المطلب الثاني الصحافة المكتوبة قبل الاستقلال
المطلب الثالث - الصحافة المكتوبة في الجزائر غداة الاستقلال
المبحث الثاني مراحل الصحافة المكتوبة في الجزائر
المطلب الاول مراحل الصحافة بعد الاستقلال
المطلب الثاني وظائف الصحافة
خاتمة
المراجع
مقدمة
لقد كان للصحافة منذ ظهورها في تنمية الوعي للجماهير و المستوى الثقافي للأمم كما شملت الصحافة مجالات الاقتصادية الاجتماعية السياسية كما أنها تأثرت بالغا بجميع المحطات التاريخية و أثرت فيها تأثرا ملحوظا و عبرت عن وجودها و أهميتها البالغة في المجتمع و صارت تبحث عن مكانة و . و مرموقة لها حتى أصبحت تشكل سلطة رابعة و الجزائر كغيرها من دول العالم تأثرتبتطور الصحافة و قد شهدت محطات تاريخية عدة أثرت في تقرير مصير الأمة و لا يسعني فيبحثي هذا إلا أن أتطرق إلى المسيرة الحافلة للصحافة الجزائرية .
فكيف كانت الصحافة المكتوبة في الجزائر؟؟؟؟
المبحث الاول تاريخ تطور الصحافة المكتوبة في الجزائر
المطلب الاول نشاة الصحافة المكتوبة في الحزائر
إن تاريخ الصحافة المكتوبة في الجزائر وكغيرها من بلدان العالم الثالث مرتبط بظاهرة الاستعمار الحديث الذي تعرضت له على يدالغزاة و المعمرين حيث و باعتبار الصحيفة أداة هامة للإعلام و التوجيه علمت الدولالاستعمارية على استخدام الوسيلة لتزويد فواتها بالأخبار والمعلوماتحول المناطق التي ترغب في الاستيلاء عليها كما تستعملها في عزل هذه الشعوبعن المحيط الخارجي لاغتصابها و تحقيق أطماعها التوسعية . و كغيرها من الدول المستعمرة و عرفتالجزائر هذا النوع من وسائل الإعلام مع نزول القوات الاستعمارية حيث أن أول ما قامبه الغزاة و قادة الحملة الفرنسية هو إصدارهم لجريدة لتزويد رجال الحملة بالأخبارحيث يقول زهير احدادن " أول جريدة ظهرت في الجزائر هي : lestafet التي أعدت داخل البواخر الاستعمارية التي غزت الجزائر سنة 1830 sidi frradj ( 1 ) د / زهير احدادن : مدخل لعلوم الاعلامو التصال المصبوعات الجامعية الجزائر ط 2 1993 11 . ( 1 ) و نضرا لما تكتسيه الصحيفة كوسيلة إعلامية هامة و دور كبيرين في التأثير و السيطرة على عقول الشعوب و توجهاتهم وأرائهم عمل المستعمر على إنشاء إصدار عناوين عديدة و قد سخرت لذلك إمكانيات مادية وبشرية ضخمة هذه العناوين التي تكتب باللسان الفرنسي و التي لها توجه استعماري عرفتتزايد مستمر م جميع النواحي خاصة تعدد العناوين A و بقي واقع الصحافة الجزائرية سواءالصادرة باللغة العربية أو الفرنسية علىهذه الحال حتى سنة 1944 حيث و فيهذه السنة أعطيت بعض الحقوق المدنية للجزائريين من طرف الجنرال ديغول فزالت شيأ ماهذه العرقلة ( 1 ) 91 و في هذه الأثناء و بعد التخفيفات التيقامت بها السلطات الاس تعمارية في قطاع الإعلام صدرت عدة جرائد نذكر منها تلكالعناوين التي ظهرت خاصة في الشرق الجزائري منها المنتقد بقسنطينة في سنة 1925 كذلكالشهاب في نفس السنة و التي كان يديرها عبد الحميد بن باديس ابتداء من سنة 1929 لتتحول إلى مجلة ثقافية دينية إصلاحية سرعان ما تراجعتالسلطاتالاستعمارية عن إجراءات التخفيف أثناء الحرب العالمية الثانية لتقويم بمصادرة وتوقيف كل تلك الصحف باستثناء التي توزع في الخفاء حيث كان للأحزاب السياسية التيتنشط أنذاك جرائد ناطقة باسم كل هذه الأحزاب و من بين هذه الجرائد السرية نذكر " الجزائر الجمهورية " التي كانت تصدر عن الحزب الشيوعي الجزائري و في ذلك الوقت ' تمصدرت بعد الحرب دیوان
جريدة الجزائر الجمهورية و كانت تصدرباللسان الفرنسي لما كان يسمى في الجزائر بالحرب الشيوعي الجزائري ( 1 ) و كانتفي نفس الوقت جرائدكثيرة إلا أنه محضورة من طرف السلطات الفرنسية و بالتالي فهي تصدر خفية و من بينهذه الجرائد يذكر الزبير سيف الإسلام في كتلبة العلامو التنمية جريدة الجزائر الحرة التي تصدر باللسان الفرنسي هذه الجريدة كانت تصدر خفية و ممنوعة لكونها تمثل وجهة نظر الحركة الوطنية التي كانت تحضر للثورة المسلحة بالإضافة إلىهذه الجرائد لا يمكننا ان نغض النظر عن تلك المنشورات التي كانت توزع داخل و خارجالوطن و كذلك الجرائد التي كان يصدرها حزب الشعب على غاية سنة 1954 . " ... و كان ذلك بداية للصحافة الاستعمارية باللغة الفرنسية عرفت ازدهارا كبيرا لم ينته سنة 1962 " ( 2 ) . ومن هنا يتضح أن الصحافة الاستعماريةباللغة الفرنسية عرفت تطور خلال ربع قرن من حيث العناوين و لكن و لانتشار الأمية بشكل واسع وضعف القراءة باللغة الفرنسية عمل المستعمر على إصدار جرائد ناطقة باللغة العربية خدمة لمصالحة و المتعاملين معه حيث اسند التحرير لبعض المستشرقينالمستوطنين و بعض الجزائريين الذين يخدمون مصالحة حيث " ظهرت جريدة باللعة العربية في الجزائر يوم 15 1948 بعنوانالمبشر و التي تمثل الورقة الخبرية الرسمية الجزائرية تصدر مرتين في الشهر " ( 3 ) سبتمبر وظهرت عناوين متعددة من هذه الجرائد التيتصدر باللغة العربية و تخدم المصالح الاستعمارية و لكن الشيء الملاحظ أن هذهالجرائد لم تلق رواجا نظرا لتوجهها و كذلك ضعفها من جميع النواحي .
_____________________
1 ) الزبير سيف الاسلام : الاعلام والتنمية في الوطن العربي الجزائر ط 2 1982 43 ( 2 ) د / زهير احدادن : مدخل لعلوم الاعلامو الاتصال مرجع سابق ( 2 ) د / زهير احدادن : الصحافة الاسلامية الجزائرية من بدايتها إلى 1930 مرجع ص 22 1 ) د / زهير احدادن : الصحافة الاسلامية الجزائرية م بدايتها
المطلب الثاني الصحافة المكتوبة قبل الاستقلال :
استخدم الجزائريون الاتصال منذ القدم نظرا لكونه قطريا و طبيعيا لجميع المجتمعات البشرية ، أمـا الصحافة كوسيلة إعلامية عصرية فهي اكتشاف عربي ظهرت في أوروبا ، ثم انتقلت إلى العالم العربي في بداية القرن التاسع عشر ، مع العملات الفرنسية التي قامت بها فرنسا على مصر أولا ثم الجزائر ثانية ، ويرى بعـض الـاحثين أن أول جريدة ظهرت في الجزائر في جريدة L'estalette de Sidi Ferrage ليستافيت دي سيدي فرج التي أعدت داخل البواخر الاستعمارية التي غزت الجزائر سنة 1830 .... وبعد ثورة 1871 اشتد القمع والاضطهاد السلطان على الشعب الجزائري ، حتى أن بعض الفرنسيين الأحرار استاءوا لذلك وحاولوا أن يمدوا يد الإعانة للمسلمين ، ورأوا أنه من الضروري السماح لهم بالكلام حتى يتسنى لهم التعبير عن مطالبهم ، وأحسن وسيلة تلك هي الصحافة ، وهكذا أسـوا جريدة المنتخب سنة 1882 .. ولكن جريدة المنتخب لم تعمر طويلا ، ولم تنجح في مهمتها فإختفت تحت ضغط الصـحة الفرنسية ، ولكنها استطاعت أن تبلغ رسالة سوف يكون لها شأن بعد ذلك ، ومفادها استخدام الكلمة للدفاع عن حقوق الجزائر ، وسرعان ما تغير الوضع وأصبحت الصحافة من وسائل الاتصال الأكثر نفوذا ، وتبوأت مكانها في المجتمع الجزائري ، وقد كانت الصحفة تحتل الدرجة الثالثة في سلم الاهتمامات والتعليم بعـد كـل مـن التنظيم السياسي والعسكري – ولكن الإعلام بمعناه الاتصال والدعوة كان السلاح الأساسي لنشر الوعي قبل السلاح الحقيقي ، والتاء الكفاح المسلح كانت الدعاية جنبا لجنب مع المعارك الحربية تسبقها وتتبعها ، وهذه الأهمية تحسنت في مرحلتين ؛ - قبل الثورة : كان تجنيد الجماهير يتم أحيانا حول مائدة جريدة وطنية كجريدة الإقدام أو الأمة أو البصائر أو الجزائر الحرة أعجبني 253 تعليق به العلوم الإنسانية و الاجتماعية العدد 16 / سبتمبر 2014 - أثناء الثورة : اهتمت جبهة التحرير الوطني بإصدار الوسائل الإعلامية العصرية الصحافة ، الراديو ، وكالات الأنباء .... ا ولقد كان النشاط الصحافة الأوروبية ، لسان حال المستعمرين في الجزائر أثر ولا شك في توجيه الجزائريين إلى الميدان الصحفي ، إذ كانت تلك الصحف الاستعمارية تتدفق هذا عجيبا ، وتنتشر انتشارا واسعا ، يكفي أن تعـرف ألهـا بلغت في تعدادها أثناء هذه المدة ( 18:47 1939 ) ما يزيد عن مائة وخمسين جريدة ما بين ثورية ويومية ، بينما لم تزد الصحف العربية في الجزائر عن سنت وستين جريدة بما في ذلك الصادرة باللغتين العربية و الفرنسية ، و بصرف النظر عن اتجاهاتها المختلفة حتى الصادرة منها عن الدوائر الاستعمارية . إذن فقد لفت أنظار المسلمين الجز الربين ما رأوه من هذه الحركة الواسعة التي غطت القطر كله شرقه وغربه ، وأثار تعجبهم اللهجة الحارة التي تستعملها بعض مصحف المعمرين في مخاطبة السلطة الحاكمة أو مدافعة ، فعلمهم ذلك أن يستفيدوا من هذه التجربة ، ودفع بهم إلى استعمال هذه الوسيلة الجديدة في المطالبة هم الآخرون بجفوفهم ، والواقع لتن كان ذلك بالنسبة للنخبة المنطقة بالفرنسية التي بدأت هذه الحركة الصحفية منذ بداية القرن العشرين ، فإن المثقفين باللغة ما لبثتوا هم الآخرون وأن دخلوا هذا الميدان الواسع ، مستفيدين من الصحافة العربية التي كانت تأتيهم من الشرق العربي ، ومما لاشك فيه أن هذه الصحافة ، ولاسيما المصرية منها قد قدمت نموذجا حيا راحوا ينسجون على منواله العلاج الجزائرية ، وتعود صلة الكتاب الجزائريين بالصحف الشرقية إلى بداية القرن العشرين مع صلة رواد الحركة الإصلاحية بالجزائر ، أمثال محمد بن مصطفى بن الخوجة وعبد الحكيم بن سماية وعبد القادر المجاري وسجلة ( المنار ) وبيتو أن هذه الصحف والمجلات كانت تصل إلى الجزائر عن طريق تونس حيث كانت المراقبة الفرنسية أخف وطأة ، أو عن طريق المغرب الذي كان لا يزال يت متع باستقلاله أو ما بين حقائب الحجاج ، ولقد عبر أحد الكتـاب الفرنسيين عن هذه الطرق السرية بقوله : لقد كان هذالك مجرى سري ، ولكنه غزير ومتواصل من الصحف والمجلات الشرقية التي أعانت المغاربة في مجهوداتهم الإصلاحية و جعلتهم مرتبطين أبدا بالعالم العربي .
اهتمت جبهة التحرير الوطني بإصدار الوسائل الإعلامية المصرية الصحافة ، الراديسو ، وكـالات ولقد كان النشاط الصحافة الأوروبية ، لسان حال المستعمرين في الجزائر أثر ولا شك في توجيه الجزائريين إلى الميدان الصحفي ، إذ كانت تلك الصحف الاستعمارية تتفق تناقا هميناء وتنتشر انتشارا واسعا ، يكفي أن تعـرف أنهـا بلغت في تعدادها أثناء هذه المدة ( 18:47 1939 ) ما يزيد عن مائة وخمسين جريدة ما بين ثورية وروسية ، بينما لم تزد الصحف العربية في الجزائر عن ست وستين جريدة بما في ذلك الصادرة باللغتين العربية و الفرنسية ، و بصرف النظر عن الجاهاتها المختلفة حتى الصادرة منها عن الدوائر الاستعمارية . إبن فقد لفت أنظار المسلمين الجزائريين ما رأوه من هذه الحركة الواسعة التي غطت القطر كله شرقه وغربه ، و آثار تعجبهم اللهجة الحارة التي تستعملها بعض صحف المعمرين في مخاطبة السلطة الحاكمة أو مدافعة ، فعلمهم ذلـك أن يستفيدوا من هذه التجربة ، ودفع بهم إلى استعمال هذه الوسيلة الجديدة في المطالبة هم الآخرون بحقوقهم ، والواقع لتن كان ذلك بالنسبة للنحية المنطقة بالفرنسية التي بدأت هذه الحركة الصحفية منذ بداية القرن العشرين ، فإن المتقين باللغـة العربية ما لبثوا هم الآخرون وأن تخلوا هذا الميدان الواسع ، مستفيدين من الصحافة العربية التي كانت تأتيهم من الشرق العربي ، ومما لاشك فيه أن هذه الصحافة ، ولاسيما المصرية منها في قدمت نموذجا حيا راحوا ينسجون على منواله النماذج الجزائرية ، وتعود صلة الكتاب الجزائريين بالصحف الشرعية إلى بداية القرن العشرين مع صلة رواد الحركة الإصلاحية بالجزائر ، أمثال محمد بن مصطفى بن الخوجة وعبد الحكيم بن سماية وعبد القادر المجاوي يسجلة ( المنار ) ويبدو أن هذه الصحف والمجلات كانت تصل إلى الجزائر عن طريق تونس حيث كانت المراقبة الفرنسية أخف وطأة ، أو عن طريق المغرب الذي كان لا يزال يتمتع باستقلاله أو ما بين حقائب الحجاج ، ولقد عبر أد الكتـاب الفرنسيين عن هذه الطرق السرية بقوله : لقد كان هنالك مجرى سري ، ولكنه غزير ومتواصل من الصحف والمجلات الشرقية التي أعانت المغاربة في مجهوداتهم الإصلاحية و جعلتهم مرتبطين أبدا بالعالم العربي . ومـن ثـم كـان الصحفيون الجزائريون الرواد يعترفون دائما بفضل الصحافة العربية الشرقية عليهم ، سواء في ما أمدتهم به من عـذاء فكري ، أو ما أفادتهم به من أخبار الوطن العربي والإسلامي ، وما طبعت به أساليب من بيان رفيع كما يعتبـر المـاع السياسي والاجتماعي الداخلي والخارجي من أهم العوامل في بعث الصحافة الوطنية ، ذلك أن الأوضاع التي كان يعيشها الوطن العربي والإسلامي قبيل الحرب العالمية الأولى وأثناءها وبعدها فتحت أعين الجزائريين ، وعلمتهم كيف يستفيدون من الصحافة في سبيل المطالبة بالجماهير العريضة التي راحوا بيتونها أفكارهم الإصلاحية . كل هذه العوامل مجتمعة ساعدت ولاشك مساعدة على نشأة الصحافة العربية في الجزائر ، و لكنها لم تجد الطريق مبسطة ، ولا المسيرة سهلة ، بل أن جهاد الصحافة الوطنية الجزائرية في هذا المضمار طبع تاريخ حياتهم . ورسم واقعها بطابع المقاومة المستمرة ، لأنها اصطدمت منذ البداية بعدم استعماري لدود غير أنها استطاعت أن تقاوم في داب و صبر عما جعل تاريخها حفل بالصراع و المقاومة ، واخرا بنيات التصميم والتحدي ، ولعل ما يعين الدارس و الباحث على تفهم تاريخ الصحافة العربية الجزائرية ، ولاسيما الوطنية منها ، هو التعرف أولا على هذا المناخ الخالق الذي نشأت فيه هذه الصحافة ، وأول ما يلفت النظر لمتتبع تاريخ هذه الصحافة هو هذا الانقطاع المستمر ، إذ أن أعليها لا قد أعارها بالسنوات ولكن بالشهور والأيام ، على الرغم من أن الصحافة العربية في الجزائر لم تعرف سوى زهير الحدادي مدخل لعلوم الاعلام و الاتصال ،
____________________________
ديوان المطبوعات الجامعية المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر ، 1991 مرجع سابق ، من زهر الحدادن مدخل لعلوم الإعلام و الاتصال ، المرجع اليه ، من 91 -92 محمد ناصر الصحف العربية الجزائرية من 1847 إلى 1439 ، الشركة الوطنية للنشر و الإشهار ، الجزائر 1980 ، سنتا . المرجع نصه ،
المطلب الثالث - الصحافة المكتوبة في الجزائر غداة الاستقلال :
مصادرة الوطنية شهدت الصحافة في الجزائر مسابقات عليه من طرف المستعمر إبان الحقية الإستعمارية ، ولكن هل تغيـر وضعها بعد الاستقلال ؟ و ما هي أهم ميزات الطور الصحافة المكتوبة الجزائرية عداء الاستقلال ؟ تمثلت مهمة الإعلام الجزائري بان الثورة التحريرية في العمل الإسماع صوت الثورة على الصعيدين الداخلي و الخارجي ، من خلال نوعية المواطنين وتجنيدهم لطرد المستعمر من جهة ، وإشعار الرأي العام الدولي بحقيقة الثـورة الجزائرية وعدالتها من جهة ثانية ، وبعد الاستقلال حدد الميثاق الوطني مهمة وسائل الإعلام المختلفة في العمـل علــى نشر ثقافة رفيعة كفيلة بالاستجابة للحاجات الإيديولوجية و الجمالية ، مع رفع المستوى الفكري لدى المواطن ، وتحـدر الإشارة إلى أن الجزائر عرفت أثناء الاستعمار نظاما لبرالية للإعلام بمتاز بحرية الصحية ، كما يص على ذلك القانون الفرنسي ، ولم يلغ هذا النظام بعد الاستقلال ، ولكنه كان يتناقص مع النظام الـلـي الجــــ اللاد ، ولكـن السلطات الجزائرية كانت تسعى جاهدة لوضع نظام اشتراكي في الميدان الإعلامي ويعي ذلك القضاء على الملكـة الخاصة لوسائل الإعلام ، خصوصا الصحافة ثم وضع إطار إشتراكي تمارس هذه الوسائل نشاطها داخله ، وأخيرا تحديد دور هذه الوسائل في البناء الاشتراكي ، وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في الورقة الثانية ، و التي تستعرض من خلالهـا مختلف مراحل تطور الصحافة الجزائرية بعد الاستقلا ل مرحلة 1962-1972 : عند الاستقلال كانت السياسة الجزائرية تجاء الصحافة المكتوبة في طور التكوين ، و كانت في الحقيقة رهـن الظروف ، ولا تخضع لخطة معينة ، و لكن لها أهداف ثلاثة هي " ا - جزارة الصحافة التي كانت تصدر غداة الاستقلال : و يقصد بالحرارة الغاء جميع الصحف التي يريدها ويمتلكها الفرنسيون أو الأجانب عموما ، وخصوصا الصحف اليومية ، و وضعها تحت تصرف الحكومة الجزائرية ، وكان يصدر منها أنداك ( 1962 و 1963 ) حوالي 11 صحيفة من بينها اليوميات ، وكان سحبها الإجمالي ببلغ 300.000 نسخة كلها بالفرنسية ، وفي سنة 1963 اجتمع المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني ، وقرر تأسيم هذه الصحف Alger Republicain الجي ريبوبليكان التي كان يسيرها أشخاص يتمتعون بالجنسية الجزائرية ، توقعت هـذه عوضت بصحف أخرى تحمل أسماء جديدة على النصر ، الجمهورية ،.و صاية السلطات الجزائرية ، قلم تبق حيلك صحيفة غير جزائرية من بين الصحف اليومية أو الأسبوعية التـي تـهـتم بالأخبار العامة ، وتمت بذلك جزارة الصحافة ، وهذا ليس معناه إلغاء الملكية الخاصة ، بل بقيت بها هناك صحف يملكها خواص ، أفراد أو جمعيات ، ولكن كلها صحف جزائرية ، ورغم هذه الخطوة الهامة التي قامت بها الحكومة الجزائرية إلا أن مشكل الوصول إلى هيمنة على الصحف المكتوبة بقي مطروحا ، وهذا هو الهدف الثني الـي سـت لتحقيقه السلطات الجزائرية بعد الاستقلال .
___________________________
محمد ناصر الصحف العربية الجزائرية من 1847 إلى 1939 ، المرجع نفسه ، من 6 نور الدین بلبل الإعلام وقضايا الساعة ، مرجع ساق ، من 25 - زهير العدادن مدخل لعلوم الإعلام و الاتصال ، ديوان المطبوعات الجامعية المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر ، 1991 ، من95-96
المبحث الثاني مراحل الصحافة المكتوبة في الجزائر
المطلب الاول مراحل الصحافة بعد الاستقلال
المرحلة الأولى : 1962-1965 : هيمنة الحزب والحكومة على الصحافة : تمتد هذه الفترة لأقل من ثلاث سنوات ، وهي امتداد للفترة السابقة باعتبـار أن الوضع القانوني والإعلامي في الجزائر لم يتغير بعد الاستقلال ويبقى العمل جاريـا حسب التشريع الفرنسي في جميع الميادين التي ليس فيها تعارض وفق جميع التدابير التي اتخذت قبل 1962 لتطبيق قانون حرية الصحافة الصادر سنة 1881 والـذي ينص على الملكية الخاصة للصحافة ، وبالفعل قد صدر غداة الاستقلال عدد كبير من الصحف يملكها جزائريون لا علاقة لهم بالحكومة ولا بـالحزب وبـدأت تمـارس نشاطها بكل حرية بحيث أصبحت توجد ثلاثة أنواع من الصحف : 1 من 96 المدائن ، زهير ، مشعل العلوم الإعلام والاتصال ، ط 02 ، الجزائر : تهـوان المطبوعات الجامعية ، 1993 . • صحف تابعة للحكومة . • صحف تابعة للحزب . • صحف تابعة للملكية الخاصة الصحافة تغير بصفة جذرية بعد الاستقلال وأصبح يؤدي دورا تجنيدا من أجل الجزائر المستقلة ، ولكن الحكومة الجزائرية كانت تنظر إلـى الصحافة بشيء من التخوف " وبدأت تفكر في الطريق الأنجـح لتصفية الملكيـة الخاصة ، فرأت أنه ينبغي قبل إلغاء ما هو موجود من الصحف ، إنشاء صحف جديدة وتقويتها " . 1 وقبل الإشارة إلى هذه الأحداث يجب الإشارة إلى أن الحكومة تهيمن بسهولة على الوسائل الإعلامية الأخرى فالإذاعـة والتلفزيون كانتـا قبـل الاستقلال تحت نظام الاحتكار الذي فرضته الحكومة الاستعمارية ، فنقـل هـذا الاحتكار إلى الحكومة الجزائرية وأصبحت الإذاعة والتلفزيون تحت تصرفها وتحت مراقبتها الإعلامية والثقافية ، أما الصحافة المكتوبة فبقيت حرة كما ذكرنا ، وكـان بد على الحكومة أن تجعلها تحت هيمنة وسيطرة الحزب والحكومة .
2.2.3 المرحلة الثانية : 1965-1979 : بدأت هذه المرحلة بتغير كبير في الميدان الإعلامي ، مما لاشك فيه أن الجهود الحكومية المبذولة في المرحلة الأولى كانت ترمي إلى القضاء على الملكية الخاصة في الميدان الإعلامي ، وقد تم ذلك مع بداية المرحلة الثانية وتواصلت الجهـود مـن طرف الحكومة الجديدة لتمتين الوضع الجديد وإقامة نظام اشتراكي للإعلام ، ويتمثل هذا النظام في إلغاء الصحافة الخاصة وكذلك توجيه الصحافة الحكومية والحزبيـة حتى تصبح أداة من الأدوات التي تستعملها الدولة لتعزيز سياستها فهي تقف دائمـا بجانب الحكومة ، تضخم أعمالها الايجابية وتخفي أعمالها السلبية وتسترها ، وهـاتين النقطتين ( إلغاء الملكية الخاصة وتوجيه الصحافة المكتوبة ) تعتبر الأساسية التي بني عليها النظام الاشتراكي للإعلام في الجزائر . أما فيهـا يخـص التوجيه فإنه أصبح سهلا بعد أن أصبحت جميع الصحف اليومية تتبع الحكومة ، ففي 16 نوفمبر 1967 صدرت قوانين تجعل من اليوميات مؤسسات ذات طابع تجاري وصناعي ، وتجعل من هذه المؤسسات صاحب الحق المطلق فـي التسيير الإداري و المالي بعد أن جعلته وصاية وزارة الإعلام في التوجيه الإعلامي والسياسي .
3.2.3 المرحلة الثالثة 1979 - 1988 : تبتدى هذه المرحلة بحدث سياسي هام وهو انعقاد المؤتمر الرابع لجبهة التحرير الوطني أواخر 1979 بعد 15 سنة من انعقاد المؤتمر الثالث ، وأهمية تكمـن في كونه يوافق لأول مرة على لائحة خاصة بالإعلام مما من يؤكد على أن المشكل اهتمامات ومن اختصاص السلطة السياسية بعـد أن أصبحت الحكومة والحزب يهيمنان بصفة كلية على الميدان الإعلامي ، وبعد أن أصـبح الإعلام محتكرا من طرف الدولة ، وسوف نتطرق إلى محاولة السلطة تحريك هـذا القطاع بعد أن عرف جمودا استغرق المرحلة السابقة انطلاقا من توضيح الوضـع القانوني وتنويع الصحافة المكتوبة والرسالة الإعلامية . 1.3.2.3 الوضع القانوني : أصدرت السلطات السياسية في هذه المرحلة ثلاثة نصـوص يمكن اعتبارهـا كقاعدة أساسية للنشاط الإعلامي في الجزائر ، ففي جـانفي 1979 وافـق المـؤتمر الرابع على لائحة خاصة بالإعلام ، وفي سنة 1982 ظهر قانون الإعلام ، ثـم فـي جوان من نفس السنة وافقت اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني في دورة خاصة على تقرير شامل يحدد السياسة الإعلامية ويمكن تلخيص هذا الوضع الجديد في التوجيهات الكبرى التالية : ه يعتبر الإعلام قطاعا استراتيجيا له مساس بالسيادة الوطنية . ه إلغاء الملكية الخاصة للوسائل الإعلامية . ه توحيد التوجيه السياسي في الميدان الإعلامي موكل لحزب جبهـة التحـرر الوطني .
______________________
من 96 المدائن ، زهير ، مشعل العلوم الإعلام والاتصال ، ط 02 ، الجزائر : تهـوان المطبوعات الجامعية ، 1993 . 83
نفس المرجع السابق
المطلب الثاني وظائف الصحافة
كغيرها من وسائل الاتصال الأخرى فإنللصحافة المكتوبة عدة و ضائف نذكر منها ما يلي : فرع ( 1 ) : وظيفة إعلامية و إخبارية : حيث تعمل على تحذير المجتمع من الأخطارالطبيعية ( الحرب الوباء .... ) و تنقل معلومات نفعية كالأخبار الاقتصادية السياسية ... إلخ كما أنها تعطى معلومات مفيدة للفرد و تضفي عليه و احتراما و نمكنه من ممارسة قيادة الرأي و لكنها قد مشاكل اجتماعية و نفسية و اقتصادية كالإحساس بالفقر والحرمان و اللامبالاة .... إلخ 9 الكشف عن و للأخبار فائدة محققة للطبقة الحاكمة تعطيها معلومات مفيدة لزيادة نفوذها و تقويته الانحراف والمنحرفين و التأثير على الرأي العام عن طريق المراقبة و السيطرة و إضفاء الشرعية على السلطة و لكنها قد تهدد الطبقة الحاكمة عندما تظهر نواحي الضعف لذلك سمیالاتصال عموما بالسلطة الرابعة . فرع ( 2 ) : وظيفة تربية تعليم وتثقيف و ترفيه اذا كانت الصحافة المكتوبة تدور حولالمشكلات الراهنة و غيرها من المسائل التي تثير الجدل و التأويل فإن التعليم يقدموجهات نظر ثابتة ولا شك أن التعليم يساعد على تنمية الفكر و تقوية ملكية النقد وتربية الشخصية الإنسانية . وهذا ما يجعل وظيفة التربية بأخذ أهمية بالغة لاسيما بفضل وسائل الإعلام عموما و الصحافة خاصة فهي لا تعتبر وسيلة مساعدة للتعليم فقط بل صارت آداة ضرورية للتربية الشاملة و الدائمة للأجيال و لاسيما الشباب إذ أصبحت الصحافة قطاعا أساسيا في توجيههم .
فرع ( 3 ) : الوظيفة الاستشارية : لم تعد الصحافة تكتفى بنقل الوقائعالاجتماعية و إنما هي تتدخل الآن إلى حد ما بشكل نشيط في مسرح الوقائع لتبدي رأيها الخاص أي أنها تقدم المشروع و الرأي خاصة منها صحافة الرأي . المطلب الثاني : أنواع الصحف : تنقسمالصحف إلى عدة أنواع تبعا للمحتوى و الشكل و النظام السياسي و الإعلامي الذي تعيشفيه . فرع ( 1 ) : من حيث التخصيص : أ- الصحفالمالية هذا النوع من الصحف بالشؤون المالية و الاقتصادية كما أنها تهتم بمشكلات التنمية و المجتمع و الصحف المالية تظهر دور التكنولوجيا فيعملية التنمية و التغيير كما أنها تهتم بدراسة التضخم المالي و البطالة و العلاقاتالاقتصادية بين مختلف الدول . ب- الصحف السياسية : و يركز هذا النوع من الصحف على الناحية السياسية في المجال المحلي و الدولي و منالمعلوم أن هذه الصحف تنتمي إلى جماعات الضغط التي تؤيد إيديولوجية معينة ت- الصحف العلمية : و تهتم هذه الأخيرة بكل ما جد في جميع النواحي العلمية و التكنولوجية و مسايرة الركب الحضاري و التقدم العلمي هذه بعض أنواع الصحف المتخصصة مع الإشارة إلى ندوة مثل هاته الصحف في الجزائر . فرع ( 2 ) : من حيث الملكية : هناك صحفتابعة للقطاع العام ( أي الحكومة أو النظامالقائم ) صحف خاصة تابعة للقطاع الخاص أي مستقلة
__________________
( 1 ) الزبير سيف الاسلام : الاعلام والتنمية في الوطن العربي مرجع سابق ص 43 ( 2 ) د / زهير احدادن : مدخل لعلوم الاعلامو الاتصال مرجع سابق ص 96 ( 2 ) د / زهير احدادن : نفس المرجع السابقص 97
خاتمة
تعتبر الصحافة المكتوبة وسيلة لنقل الأخبار و المعلومات التي لها تأثير في مصالح الناس ،و تثير اهتمامهم بأمانة و صدق، و هي قوة فعالة في التأثير على أفراد المجتمع وتتجاوب مع أمانيهم و آمالهم، وتقوم بالتوجيه و الإرشاد على كافة مستويات المجتمع و الأمة ،و تساهم الإسهام الفعلي في ترقية اهتمام الناس. وتتيح الصحافة للفرد السيطرة على ظروف التعرض للرسالة الإعلامية ،وذلك يعطي فرصة كافية لاستيعاب معناها و إعادة النظر في تفاصيلها ،و هي من أفضل الوسائل في الوصول إلى الجماهير المتخصصة و الجماهير صغيرة الحجم، لأن استخدام الوسائل الأخرى للوصول إلى هذه النوعية من الجماهير مكلف جدا
قائمة المراجع
المال واري واقع التربية في الصحافة اليومية المكتوبة ، مذكرة نيل شهادة الليسانس قسم علوم الاتصال ، كليـة العلـوم الاقتصادية وعلوم التسيير 2001 - جامعة باجي مختار عنابة ، من 35 - راضية قري و وسيلة أيفة : معالجة المواضيع الثقافية في الجرائد اليومية ، مذكرة لنيل شهادة الليسانس ، قسم علم الاجتماع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ، جامعة ستوري ، فسنطينة ، 2000 ، من 59 . رولان كايلور ، ترجمة مرشلي محمد الصحافة المكتوبة و السمعية البصرية ، ديوان المطبوعات الجامعية ، بن عكـون 1984 الجزائر ، من 29 . زهير الحدادن : مدخل لعلوم الإعلام والاتصال ، ديوان المطبوعات الجامعية ، المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر ، 1991 ، من عبد المعبد شكري الإتصال الجماهيري الواقع .... المستقبل ، العربي للنشر و التوزيع ، سن 97 - عواطف عبد الرحمن : دراسات في الصحافة العربية المعاصرة ، مرجع سابق ، من 53 قضاء الإعلام ، سلسلة الدراسات الإعلامية ، إعداد مجموعة من الأسائلة تحت إشراف الدكتور علي عبد الرحمن ، دیوان المطبوعات الجامعية ، من 197 . - محمد شطاح : دور وسائل الإعلام في التنمية في العالم الثالث ، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجيستر ( غير منشورة شعبة الإعلام و الاتصال ، قسم الاجتماع ، كلية الآداب جامعة الإسكندرية ، مصر ، 1989 ، من 14 . محمد ناصر الصحف العربية الجزائرية من 1847 إلى 1939 ، الشركة الوطنية للنشر والإشهار ، الجزائر 1980 من 5 نور الدین بلبيل الإعلام و قضايا الساعة ، مقالات ودراسات ، دار البعث للطباعة والنشر ، 1992 من 25
تعليقات
إرسال تعليق