بحث العمارة الجنائزية
خطة البحث
المبحث الاول ماهية العمارة الجنائزية
المطلب الاول الهرم والمصلى الجنائزي وتطورها
المطلب الثاني العمارة الجنائزية
المبحث الثاني انواع المقابر الجنائزية
المطلب الاول اعتماد الهرم في قطاع خاص
المطلب الثاني المقابر الجنائزية في الاسر المصرية
خاتمة
المراجع
مقدمة
اهتم المصريون القدماء برعاية موتاهم بالحفاظ على الجثة من التلف وبإقامة الطقوس الجنائزية التي تضمن للمتوفي مروراً آمناً بالعالم الآخر ، كما أقاموا مقابر لحماية جثامين الموتى والحفاظ على كل ما يودع بالمقبرة من ذخائر ونفائس .
ومع البدايات الأولي لتوحيد القطرين بمصر القديمة ، وظهور مملكة موحدة ، بدأ إرساء تقاليد وملامح واضحة للمقبرة ، فبعد أن بدأت من حفرة في الأرض ترقد فيها الجثة على هيئة القرفصاء ، تطورت أشكالها وأصبحت أكثر تعقيداً خلال فترات التاريخ المصري القديم ، خاصة مقابر الملوك والتي ميزها الفنانون عن مقابر النبلاء وكبار رجال الدولة ، كما حرصوا على الابتكار والتجديد في شكلها من فترة لأخري ، وقد استفاد المعماريون من التجارب السابقة في كل عصر ، فبعد أن عاصروا سرقة محتويات الهرم بالدولة القديمة ، واكتشفوا أن الممرات المعقدة بمقابر الدولة الوسطي لم تستطع حماية جثمان الملك وما بالمقبرة من أثاث جنائزي ، لهذا اتجهوا في الدولة الحديثة إلى نقر المقابر في صخر الجبل بوادي الملوك وراء هضاب طيبة الغربية ، وهي منطقة قاحلة جدباء ، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بفصل المعبد الجنائزي عن المقبرة حتى لا يعرف طريقها اللصوص .
فماهي العمارة الجنائزية في الحضارة المصرية ؟؟؟
الميحث الاول
المطلب الاول
الهرم والمصلي الجنائزي
منذ نهاية القرن السابع قبل الميلاد ، وقبر الملك بعانخي بمقبرة الكرو وحتى القرن الرابع الميلادي ، فقد عرف الهرم الجنائزي تطوراً سواء من حيث الناحية المعمارية أو من حيث مكانته في المجتمع الكوشي .
أولا : فقد خصص لقبور بعض أفراد العائلة الملكية المحصورة في هذا المجال المحدود في عهد الأسرة الخامسة والعشرين ، ثم بدأ ظهوره بعد ذلك بواجهة بعض المقابر النبتية الخاصة قبل أن ينتشر بصورة واسعة ليشمل النخب من أقاليم ممكلة مروي . يتم بحث أسباب إقرار هذا الهرم وكذا القوانين التي تحكم إنشاءه في مصر وفي تاريخ كبار رموزها والحكام الكوشيين الذين اتخذوها مراجع لهما .
يسمح الهرم ، باعتباره رمزاً لميلاد العالم الذي يعرف بالثل البدائي لمصر الجديدة ، بخلق رابط بين القبر والنجم الشمسي . كما كان يحيط به قديماً معبد على الجدار بهدف تكريس عبادة المتوفي وإعطائه إطاراً رسمياً . تأخذ الهندسة المعمارية للمصليات الجنائزية طابع المعابد المروية المخصصة للالهة الأصلية . يلعب هذا الصرح الهندسي أيضأ ، كأداة أيدلوجية وسياسية ، دوراً في انتقال السلطة ، وصعود ولي العهد للعرش قد يتناسب مع بناءه .
الهيمنة الملكية التي أضعفت - على مر القرون - الحق في امتلاك هرم جنائزي ، وكذا الاعتراف الاجتماعي بها ، جعلا من الهرم علامة خاصة ليس فقط مجرد قبر وإنما مجموعة قبور . خلال مرحلة لاحقة من الحقبة سنشهد انتشاراً واسعاً للبناءات الزائفة والتي لا تحسب أطوالها بالأمتار وإنما بالسنتمترات معلنة عن نوع من الحرية في مفهوم الهرم ، بل عن نهاية مرتقبة أيضاً .
يظل الاقتباس ومن ثم الاختيار بواسطة شريحة أكبر من السكان ، والعمر الطويل للأثر الهرمي وانتشاره استثناء في التقاليد الجنائزية ، والتي تعد منذ آلاف السنين في العصور النوبية مميزاً لقبور وضرائح الموتي . كشاهد على تطور ديني لاحق ، فإن الهرم الكوشي ليس سوى أحد عناصر التغيير الملكية النوبية التي ولدت وترعرعت بتأثير النماذج المصرية .
الهرم : رمز للملكية
إذا كانت الأهرامات الملكية النوبية معروفة وتم اكتشافها على يد رحالة القرن التاسع عشر ، فلا يمكن لأحد أن يتخيل أن بإمكان الإقليم أن يكون مسرحاً لاكتشاف عدداً من الأضرحة الملكية وسلسلة مقابر هرمية تم إنشاؤها بعيداً عن العاصمة والمراكز الدينية الكبرى .
في بداية القرن العشرين ، أثارت الإنشاءات الجنائزية الخاصة ، والتي تم اكتشافها في شبلول وكرنوق على الحدود المصرية السودانية ، الشك لدى مكتشفيها الذين اعتمدوا على المراجع المصرية لوصف مصاطب محتملة ، أو في ملاحظة قباب المسلمين لافتراض وجود قبة مستديرة تغطي القبر . مع ذلك ، عة فائقة ، فقد تمكنوا من التعامل مع الإنشاءات الهرمية ، ولكن لم يتم العثور على أي هرم محافظ ربسر على ارتفاعه الرئيسي . لم يتم تأكيد هذه الفرضية إلا في وقت لاحق تحت ظل حفريات اليونسكو .
ومنذ ذلك الحين فقد تم صقل معرفتنا بالهرم أو اجزائه حتى وإن كانت مهشمة ، كما سهل على باحثي الآثار التعرف عليه .
1.1 أصل أجنبي في ، مرحلة غزو النوبيين لمصر ، والذي كان في عهد الملك بعانخي " . اعتمد الحكام الكوشيون البنية الفوقية الهرمية لتغطية مقابرهم ، على الرغم من أن الفراعنة توقفوا عن اللجوء لهذا العمل منذ ما يقارب الثمانية قرون خوفاً على القبور التي حفرت على هاوية مجرى وادي النيل . لكن ليست هذه . المباني الملكية التي من شأنها أن تكون بمثابة نماذج ، وإنما هي العمارة الجنائزية المصرية والتي تظهر في صعيد مصر والحدود النوبية .
فإذا أردنا فهم أسباب هذا الاعتماد ؛ فمن المهم أن نضع نهج هؤلاء الحكام الكوشيين في سياق سياسي ، حيث كانوا يميلون بتوجهاتهم لعظماء الإمبراطورية المصرية ، المستعمر الأسبق ، لتعزيز دور هم كقادة على رأس مملكة وليدة ، وبناء نوع من الهوية المنتصرة . يستخدم هذا التعزيز الأيديولوجي ، الذي يسعي إلى إضفاء الشرعية على سلطة الملك ، تاريخ كبار الفراعنة الغزاة وبناة الإمبراطورية الوسطي والجديدة والتي يستعير الكوشيون في بعض الأحيان أسماء تتويجاتهم . يكاد ينسي هذا الخليط من الشرف الخالص والطموحات المحلية الكوشيين هزائمهم وإذعانهم الثقافي الذي ألحقه ، بهم الفراعنة على أرض النوبة . تجرى عملية استعادة الرموز المصرية والتي تفسر في الإطار الجنائزي على أنها توجه معماري جديد تماشياً مع التراث الضخم لمصر التي تم غزوها حديثا
------
1 -فرانسيني 2010 ، صفحة 258
2 -ريلي وفرانسيني 2010 ، نفس المصدر 2011
المطلب الثاني العمارة الجنائزية
العمارة الجنائزية كانت واحدة من نوعين من انواع العمارة عند المصري القديم اما النوع الآخر يسمي بالعمارة الدينية ، والمقصود ب العمارة الجنائزية اي حياة الآخرة ، والتي تختص بمعتقدات المصري القديم للعالم الآخر ، فنجد ان ملوك مصر القديمة كان الامر الهام لهم عند الصعود علي العرش هو بناء مقبرة له تكون مستقر لجسده في عالم الآخرة .
تطور بناء العمارة الجنائزية في مصر
وقد حدث تطور في بناء المقابر ، فمقابر ملوك بداية الاسرات تختلف عن الدولة القديمة وعن الوسطي وكذلك الدولة الحديثة ، فنجد ان ملوك بدايه الاسرات مقابرهم عبارة عن بناء مستطيل الشكل يظهلر فوق سطح الارض ، ولم يستخدم الحجر الا في اجزاء قليلة من المقابر في ذلك العصر وكان اول ملك يستخدم الحجر في جذء فقط من مقبرته هو الملك ( دن ) او ( وديمو ) حيث غطيت ارضية مقبرته بكتل من الجرانيت .
واول من استخدم الحجر يشكل كامل في بناء قبره هو الملك ( جسر ) المعروف بأسم زوسر حيث يعد قبره اول بناء حجري بني في مصر القديمة بل واول بناء حجري عرفه التاريخ ، ونلاحظ ان قبر الملك زوسر اختلف في بنائه عن مقابر عصر بداية الاسرات حيث اتخذ شکل هرم مدرج بست طبقات اي انه اتخذ شكل المصطبة كما كان من قبل ولكن تم بناء العديد من المصاطب فو الاولي حتي خرج المهندس ايمحوتب صاحب الفكرة المعمارية الي شكل هرم مدرج بست طبقات ، فهل هذا مؤشر لبداية ظهور عبادة الشمس ؟.
وفي عصر الاسرة الرابعة قد تغير شكل القبور الي اتخاذ شكل هرمي بكل معني الكلمة ويتضح ذلك في اهرامات الجيزة ودهشور ، وهذه الابنية الضخمة التي تمثل نموذج فريد لاشكال العمارة الجنائزية نجد ان الهرم منها يستغرق فترة لاتقل عن عشرون عاما من البناء المتواصل حتى ان مؤرخي اليونان القديمة تحدثوا في كتاباتهم ان ملوك اهرام الجيزة اشتهروا بالقسوة واستغلال قوي الشعب تحت نير العبوديه في بناء مقابرهم ، وقد استمر البناء في الاهرام في الدولة الوسطي .
_____________
بونيه 1999 ب ، نفس المصدر 2011 ، ص 288
28- يلين 2009
29 -ويلسبي 2003 ب ، 12004 27
المبحث الاول
المطلب الاول
2. اعتماد الهرم في القطاع الخاص
النتيجة الأولى مستمدة من التوزيع الجغرافي لمواقع النوبة ) : الهرم عبارة عن الشكل هندسي باستثناء المقبرة الملكية الثلاثية ومقبرة النخبة بمروي والتي تستغل جزئياً ارتفاعات النتوءات الصخرية في أراضي الكربة .
نقل النصب الهرمية الملكية إلى المقابر الخاصة كان فعال جدأ خلال فترة ما ، ولكن ظل محدوداً جدأ مشيراً إلى رقابة صارمة لحماية هذا الحق . نجده في صادنقا قطاعي 1 و 2 وغربأه24 وكذا في الكوة 25 وتمبس 26 " وتبو "27 ومروي " 28.
تم اكتشاف بناء معزول تم بناؤه بطريقة غير معتادة من صخور النيس خلال حفريات " أمري- كربكان " في الإقليم الذي يتبع للشلال الرابع "29
بدأ الدخول إلى النصب الهرمية خلال الفترة المروية في التوسع ، كافلاً للمبنى معاملة أقل قانونية . فمن الصعب أن نفهم كيف كان هذا الشكل من الديمقراطية نتيجة لتطور الفكر الديني ، أو علامة على تعزيز سلطات المحافظات في مواجهة الحكومة المركزية .
1.2 . هرم القبر الفرعوني " المصطبة "
وجد الباحثون ، منذ الحفريات الأولى للمقابر المروية الخاصة ، صعوبة في في التعرف على طبيعة الأجسام الهندسية الفوقية التي تمت معالجتها حديثاً . تم وصفها في البدء على أنها مجرد أسوار بسيطة تحيط بالقبور ( كما في شبلول ) .
بعد ذلك ، تم التعرف على الهيكل التركيبي ذو الغطاء المسطح أو على الشكل القبة ( كرنوق ) ، مع العلم أن القباب الحديثة تدل على مقابر المسلمين . دفعت صعوبة اتخاذ قرار بشأن الطبيعة المحددة لهذه الأغطية ، سواء كانت مسطحة الشكل أم على الشكل القبة ، بالمخترعين لاتخاذ مسار التسوية .
تم اقتباس مصطلح ومفهوم المصطبة من علم المصريات ، والذي يعني جميع المنشأت الجنائزية على الشكل فاكهة مثنية إلى الداخل . كما ولدت أسطورة المصطبة الرومانية النوبية ، عملية وغامضة في الوقت ذاته ، على الرغم من أن افتراض وجود الهرم لم يكن مستبعداً تماماً في منشورات بعض المواقع ، كفرس على سبيل المثال .
-------
24 شيف جيورجيني 1965 ، ريلي وفرانسيني 2012
25 -ويلسبي 2010 ، نفس المصدر 2011
26- سميث 2007
المطلب الثاني
المقابر الملكية بالدولة القديمة :
بعد شيوعها كمقبرة ملكية خلال العصر العتيق " لا شك أن المصطبة تطورت إلى طبقات أو إلي الهرم المدرج وصولاً ، حيث نري أن هرم زوسر المدرج يتشكل في الأساس من 6 مصاطب ، كما نلاحظ أنه في هرم الملك حوني - آخر ملوك الأسرة الثالثة - أن المعماريون قد ملؤا ما بين المصاطب بالحجر الجيري حتي يبدو كأنه هرم حقيقي ، إلا أن هذا الكساء قد سقط مع مرور الزمن ، ويعتبر إريك هورننج أن هذه المرحلة هي الثانية في مسيرة تطور المقبرة الملكية . ( هورنونج ، 2002 ، صفحة 50 ) " وقد امتدت هذه المرحلة ما بين ( 2700 - 1640 ق.م. ) كما اتسم هذا التحول من المصطبة إلى الهرم الصحيح بالبطء "، والاتجاه لشكل الهرم الصحيح يعكس هدف الفنان ومحاولاته الدائمة الوصول لشكل التل الأزلي ، وهي الفكرة التي سيطرت عليه دائماً في تشكيل الكثير من العناصر المعمارية التي أقامها فوق الأرض في مصر القديمة .
هرم زاوية العريان : زاوية العريان هي منطقة تقع بين الجيزة وأبوصير ، ويوجد بها مجموعتين لأهرامات ومصاطب ، يوجد هرم مدرج مسمي باسم المنطقة بني في عهد الأسرة الثالثة ، ويعتبر من أقدم المقابر الملكية التي اختلف بناؤها عن المصطبة ويطلق عليه الهرم ذو الطبقات المدرج ، وهو مشيد من الحجر علي قاعدة مربعة – هي كل ما تبقي منه للآن – وقد " وجد بالهرم تابوت جرنيتي وردي يرجع تاريخه لحقبة زمنية لاحقة ، وربما يوجد للهرم غرفات تحت الأرض ' . ( هرم زاوية العريان ، 2017 ) ، وبسبب تحطم بقايا هذا الهرم وعدم اكتمال اجزاءه لا نستطيع تحديد سمات واضحة للفنون المصاحبة للأعمال المعمارية به .
الهرم المدرج زوسر : يعتبر الملك زوسر هو أهم شخصية ليس ببداية الأسرة الثالثة فحسب ، وإنما خلال تلك الأسرة على الإطلاق ، وزوسر يعني ( المقدس ) وسمي أيضا بإسم ( نثرخت ) أي جسد الإله وقد ظل إسم زوسر حيا في ذاكرة المصريين لأعماله العظيمة وأهم الآثار التي خلدته ، هي تلك المجموعات الجنائزية التي بناها له مهندسه إيمحتب في سقارة ، لوحة ( 1 ، أ ) ، تتسم تلك المجموعة بأبعادها الرشيقة وتفاصيلها المستوحاة من الأشكال النباتية ، مما أعطاها مظهر ينبض بالحياة قد يتعارض ظاهريا ع الهدف الجنائزي ، إلا أنه يتسق مع تصور المصريين القدماء لطبيعة وشكل الحياه في جنان الخلد ( سكحيت يارو ) بالعالم الآخر . وقد بني إيمحتب هذه المجموعة المعمارية علي مساحة بطول 544 متر من الشمال للجنوب وعرض 277 متر من الشرق للغرب ، وأحاطها بسور من الحجر الجيري تحلي سطحه الخارجي المشكاوات ( أي الدخلات والخرجات ) وتعطي شكل جمالي من الظل والنور مما يساهم في إعطاء بعد درامي في وجود الشمس ، ولهذا السور أربعة عشر بابا وهميا تدخل فيه روح المتوفي وتخرج بحرية ، كما يوجد باب حقيقي في أقصي جنوب السور من الناحية الشرقية ، وقد رأينا ذلك الشكل من قبل في مقابر سقارة الملكية بالعصر العتيق .
وأهم عناصر المجموعة المعمارية هو الهرم المدرج ، لوحة ( 1 ، ب ) ، وقد بني في أول الأمر كمصطبة ضخمة مربعة تتجه أضلاعها إلى الجهات الأصلية الأربعة ، من الأحجار الجيرية بسقارة ، ثم تمت لها بعض الإضافات إلى أن أصبح 6 مصاطب يعلو بعضها فوق بعض ويصغر حجم ما يعلوه منها عما يسبقها فيأخذ شكلها الخارجي شكل الهرم المدرج ، كما أن مساحة قاعدته هي 125 × 109 متر وارتفاع كل مصطبة 10 أمتار بما يشبه السلم ، بحيث تميل كل درجة من الدرجات الست إلى الداخل مما يزيد من قوة واستقرار البناء . . .
أما حجره الدفن فهي أسفل جسم الهرم المصمت ، نصل إليها " بواسطة منحدر لا يلبث أن يتحول إلي ممر في الصخر موجود في الفناء الغربي من المعبد الجنائزي ، هذا الممر يوصل إلى بئر مربعة طول كل جانب منها 7 أمتار وعمقها 28 متراً ، وتوجد حجرة الدفن التي شيدت من حجر الجرانيت الوردي في أسفل هذا البئر ، وتوجد فتحة اسطوانية في سقف حجرة الدفن تسمح بإنزال جثمان الملك جسر ( زوسر ) ، وكانت الفتحة مسدودة بكتلة كبيرة من حجر الجرانيت تزن ثلاثة أطنان ونصف الطن .
غير هذا فهناك العديد من الممرات والغرف التي حفرت في الصخر الطبيعي تحت بناء الهرم ، وتشعبت في اتجاهات مختلفة بأطوال متباينة وعلى أعماق مختلفة ووجد بها الآف الأواني من الالباستر والجرانيت والديوريت والشست . وإلى جانب الهرم بني إيمحتب معبداً جنائزيا إلى الشمال ومعبد العيد الثلاثيني إلى الجنوب .
و تعتبر مجموعة زوسر في سقارة دليلاً علي تزايد حق وقوة سلطة الملك الإله ، فمجموعة زوسر بالقرب من ممفيس مركز القوة الثقافية والاقتصادية للدولة المصرية ، ولذا تظهر المجموعة فخامتها وعظمتها وبأدلة كثيرة اخري كنقطة التحول في تطور عمارة المقابر ، فهذه المجموعة أول منشأة أو أثر بنيت في العالم استعمل فيها الحجر المهييء والمنحوت بمقاييس متساوية قائم الزوايا للبناء ، وهذه المجموعة تجمع وحدات بناء منفصلة ، ولأول مرة يظهر الشكل الهرمي كمقبرة ملكية . "
المقابر الملكية بالأسرة الرابعة :
أسس الملك سنفرو الأسرة الرابعة ، وتزوج الملكة حتب حرس وأنجب منها الملك خوفو ، وقد له معماريوه مقبرتين هرمیتین تعد من أهم الخطوات للوصول لشكل الهرم الكامل ؛ الأول في ميدوم في الشمال بمدخل الفيوم والثاني بدهشور جنوب سقارة ، ويطلق على عصر الأسرة الرابعة بعصر بناة الأهرام الكبرى ، وتعكس العمارة والفنون في تلك الفترة مدى الاتقان والروعة الذي بلغته الحضارة المصرية القديمة .
هرم میدوم : أكمل سنفرو هرم حوني وهو إلى الشمال من هرم دهشور ، علي بعد لا يقل عن 2 كيلو متر ، يعتبر هرم ميدوم أول هرم حقيقي في تاريخ العمارة المصرية القديمة ، تبلغ مساحة قاعدته 20880 مترا مربعاً ، وإرتفاعه 99 متراً ، لوحة ( 2 ، أ ، ب ) ، " وقد بناه في أول الأمر كهرم مدرج ثم قام بتعديله ليأخذ شكل الهرم الكامل حيث غلف بطبقه من الحجر ، وأصبحت جوانيه مسطحة ومنبسطة وحجرة الدفن لم تنحت في الصخر ولكنها صممت في منتصف الهرم ، ويطلق عليه الهرم الأحمر ربما لأن الأحجار التي بني بها تميل إلى الحمرة ، كما أن جوانبه تتجه نحو الجهات الأصلية الأربعة ، ومدخل غرفة الدفن تقع في الجهة الشمالية في مواجهة النجوم القطبية ، أما المعبد الجنائزي الخاص به قتم إنشاؤه في إتجاه الشرق . .
ولا شك أن " هرم ميدوم هو حلقة الاتصال بين الهرم المدرج والهرم الأملس السطح في شكله الكامل ، وكان المهندسون المعماريون في عصر سنفرو قد سيطروا على مسألة السطح المائل الأملس وأجادوا ، ولكنهم كانوا لايزالون مقيدين بالتقليد الخاص بالدرجات ، فمزجوا بين الشكلين معاً ، ولم ينشأ الشكل الهرمي الكامل إلا ابتداء من الأسرة الرابعة ، وفي هذا العصر قد حلت مسألتين أخريان ، احدهما اقتلاع الكتل الكبيرة من الأحجار بخبرة ومهارة ، والأخري معالجة هذه الكتل معالجة خبرة واتقان ، ومما يؤكد أن مقبرة سنفرو التي دفن بها كانت في الهرم الجنوبي ، ذلك الاهتمام بكل عناصره الجنائزية من معبد جنائزي وطريق صاعد موصل للمعبد كما أن تصميم المعبد الجنائزي يدل على أن الكهنة كانوا يؤدون المناسك الجنائزية ووجوههم إلى الغرب نحو عالم الموتي حيث يرقد الملك المتوفي .
هرم دهشور المنحني : أقام الملك سنفرو هرمه المنحني في دهشور ، لوحة ( 3 ، أ ، ب ) ، يبلغ إرتفاعه 101 متر ، وهو عبارة عن قاعدة ضخمة عالية بنيت جوانبها بزاوية 54 درجة ، فوق هذه القاعدة بني القسم الثاني بزاوية قدرها 43 درجة ومسقطه الأفقي مربع ، ونتج عن تغيير الزاوية ذلك الهرم المنكسر الأضلاع ، وبالتالي فهو الهرم الوحيد بزاويتين ) 537 . . ، . .
الهرم الأكبر : تولي خوفو بعد موت أبيه سنفرو ، وللأسف لا تعرف كافة الأحداث التي حدثت في عهده ، وبينما يقول مانمتهن أنه حكم 63 سنة تقول بردية تورين أنه حكم 22 سنة وعلى أية حال فقد حكم خوفو أكثر من عشرين ع
.____________
" ( مری ، 1998 ، صفحة 2013 )
REISNER ) . G. A. , 1936 , p . 197
( شديد ، 1998 ، صفحة 28 )
خاتمة
العمارة الجنائزية كانت واحدة من نوعين من انواع العمارة عند المصري القديم اما النوع الآخر يسمي بالعمارة الدينية ، والمقصود ب العمارة الجنائزية اي حياة الآخرة ، والتي تختص بمعتقدات المصري القديم للعالم الآخر ، فنجد ان ملوك مصر القديمة كان الامر الهام لهم عند الصعود علي العرش هو بناء مقبرة له تكون مستقر لجسده في عالم الآخرة .
المراجع :
Arnold , D. ( 2002 ) . The Pyramid Complex of Senwosret III at Dahshur : architectural studies . New York : Metropolitan Museum of Art . Arnold , Di. ( 1974 ) . Der Tempel des Konigs Mentuhotep von Deir el - Bahari , 3vv . Mainz : Philipp von Zabern . Arnold , Di. ( 1988 ) . The Pyranid of Senwosret I. New York : Metropolitan Museum of Art . Borter , B. ( 1960 ) . Topographical Bibliography of Ancient Egyptian Hieroglyphic Texts , Reliefs and Paintings , I : The Theban Necropolis . Oxford : 2nd Edition Clarendon Press / Griffith Institute . Borter , B. ( 1974 ) . Topographical Bibliography of Ancient Egyptian Hieroglyphic Texts , Reliefs and Paintings , III : Memphis . Oxford : 2nd Edition by J.Malek . Griffith
تعليقات
إرسال تعليق