ملخص بحث التطور التاريخي لبلاد الاغريق

 

ملخص بحث  التطور التاريخي لبلاد الاغريق

مقدمة

هناك أكثر من سبب يدفعنا إلى دراسة التاريخ اليوناني القديم ، إذ أننا إزاء الإغريق أمام شعب عبقري أخذ من حضارات الشعوب الأقدم التي سبقته في مضمار الحضارة ، وأفاد مما أخذ فائدة كبيرة ، فالإغريقي طرح في مجال البحث أكثر المسائل والمشكلات التي لا تزال الإنسان في العصر الحديث ومنها مثلا أسس الديمقراطية ومشكلات تطبيقها ، وعلاقة الفرد بالمجتمع ، وحرية هذا الفرد وموقفه من السلطة الحاكمة . ومن ناحية أخرى فان المعاني الإنسانية جاء بها شعراء الإغريق وجعلت من الأدب والفن الإغريقيين تراثا عاما يتمثل بوضوح في ملحمة شاعر الإغريق الأكبر هوميروس ، أو عمارة معبد البارثينون ، أو عمارة قصر مينوس الخالدة .... 

الدوافع العلمية 

من الاسباب والدوافع التي حفزتني على اخيار الموضوع

1 الاهمية التي يحظى بها الموضوع ذاته  كونه احد الركائز الاساسية في مقياس

2 محاولة معرفة اصل الاغريق وحضارتهم

الدوافع الذاتية

1الرغبة في توسيع ثقافتي والتعرف على الحضارات القديمة 

2 رغبتي في معرفة الحضارة الاغريقية  وكيف تطورت

 ومن خلال ما سبق يمكن أن نطرح بعض الإشكاليات والأسئلة التالية : من هم الإغريق؟  وماهي مراحل تطور الحضارة الاغريقية؟؟ 

المناهج المعتمدة

-1 المنهج التاريخي : الذي يفيد في ترتيب الوقائع والظواهر والأحداث ترتيبا كرونولوجيا ، مما يسمح بتنظيمها بشكل منطقي يسهل على القارئ استيعابها وتقبلها بعيدا عن الفوضى تنجم عن التقديم والتأخير العشوائي ، اعتمادا على الوسائل والأدوات المتاحة ومنها : 

الوصف : أعرض من خلاله الحقائق والبقايا الأثرية والشواهد من مصادرها المختلفة . 

 . التحــــــليـل : استعمل التحليل من أجل معالجة الحقائق والآراء وتفسيرها ونقدها نقدا موضوعيا بهدف الوصول إلى إجابات عن الأسئلة التي تضمنتها الإشكالية

ومحاولتا منا الاجابة عن هذه الاسئلة فسمنا هذا البحث الى مقدمة ومبحثن وخاتمة

المبحث الاول مدخل الى بلاد الاغريق مفهوم ونشاة واصل والمبحث الثاني مراحل تكور بلاد الاغريق

بعض المراجع الهمة التي اعتمدنا عليها

● . سيد أحمد علي الناصري ، الإغريق تاريخهم وحضارتهم ، ط 2 ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 1976 

. عاصم احمد حسين ، المدخل إلى تاريخ وحضارة الإغريق ، مكتبة نهضة الشرق ، القاهرة ، 1998 . 

واجهتنا بعض الصعوبات في البحث منها

1 قلة المصادر والمراجع في المكتبات  2.ضيق الوقت 3 

ومع اقتناعي بأن الموضوع لم ينل حقه من البحث والدراسة والتحليل الكا ،في إلا أنني أتمنى  أن أكون قد توصلت على الأقل إلى الالتزام فيه بالمعايير المنهجية والجدية العلمية والإحاطة بجوانبه الأساسية

المبحث الاول الحضارة الاغريقيةا

مفهوم الإغريق هي كلمة أطلقها العرب علي سكان اليونان القدماء. وكان لهم حضاراتهم التي تعتبر أم الحضارات في أوربا كالحضارة الرومانية ولاسيما في الفنون والفلسفة والآداب ولاسيما في مدن أثينا وأسبرطة وطيبة اليونانية. وأصل حضارتهم قد ظهرت في جزيرة كريت وميسينيا من خلال الحضارتين المينوية والميسينية. ورغم أن الإغريق قد تبنوا فكرة الحرية والديموقراطية إلا أنهم لم يلغوا الرق ولم يحرروا العبيد. وكانوا محاربين مرتزقة في جيوش مصر والعراق وفارس لفقر بلادهم. وقد سكن الأراضي الإغريقية الآخيون والدريانيون والأيونيون (اليونانيون). وهؤلاء كانوا يختلفون في اللهجة والعادات. وكان يطلق عليهم البرابرة. وقد نقلوا الأبجدية من الفينيقيين وكانت سائدة بين الكنعانيين والسوريين. وكان الإغريق ينقسمون عشائريا لأربع قبائل هي الآخيون والأيونيون والدوريون والإينوليون. ويطلق خطأ كلمة هيلينيين على اليونانيين فقط. ولكن هذه الكلمة تطلق علي كل الشعوب التي خضعت لحكم الإغريق في اليونان وجزرها ومدن آسيا الصغرى وجنوه بإيطاليا وجزيرة صقلية. لأن كلمة هيلانس كان الإغريق يطلقونها علي كل البلدان التي كانوا يحتلونها ولاسيما بعد فتوحات الإسكندر الأكبر.

الفرق بين اليونان والاغريق

ما الفرق بين اليونان والاغريق؟ فعلياً لايوجد فرق، حالياً الكلمتان تشيران إلى نفس البلد اليونان أو إلى ساكنيها. اليونان الاسم الذي يستخدمه العرب وغالباً جاء من الفارسية. الإغريق هو النطق الذي يشبه الاسم الإنجليزي المستخدم عالمياً حالياً Greek ويشير للبشر واللغة، وGreece يشير إلى البلد

 المطلب الثاني اصل الاغريق

 أثبتت الحفائر الأثرية وجود سكان بلاد اليونان منذ العصر الحجري القديم ، في الفترة ما بين 3000 حتى 1900 ق.م دخل بلاد اليونان مهاجرون لا تعرف هويتهم ، أطلق عليهم الإغريق اسم البيلاسجيين ، وفد البيلاسجيون من غرب آسيا الصغرى ودخلوا شبه الجزيرة اليونانية من سواحلها الشرقية أو عن طريق مضيق البوسفور والدردنيل ثم توغلوا جنوبا ، يتكلمون لغة ليست هندو أوروبية بقيت آثارها إلى وقت متأخر في أسماء بعض المدن التي انتهت بنهايات غريبة عن اللغة الإغريقية والأصل الهندي الأوروبي لها ، ومن الواضح أن البيلاسجيين كانوا على قرابة كبيرة بسكان كريت القديمة وينتمون إلى شعوب بحر ايجة ، ويذكر هيرودوت أنهم هم السكان الأصليون لبلاد الإغريق امتزجوا مع من وجدوهم من شعوب البحر الأبيض مكونين عنصرا سكن البلاد قبل وصول الهجرات الآرية أو الهندو أوروبية وظل يسيطر عليها خلال العصر الحجري الحديث وحتى مطلع عصر النحاس عام 1900 ق.م. بالرغم من أن البيلاسجين لم يكونوا آريين ، أو هيللينيين ، إلا أن علماء الحضارة درجوا على تسمية الشطر الثاني من العصر الحجري ( 2500 - 1900 ق.م ) باسم العصر الهيللادي على اعتبار أنهم سوف يكونون أجداد الإغريق بعد امتزاجهم بالعنصر الأري أو الهندو أوروبي الذي هبط على البلاد مع مطلع عصر النحاس في نهاية الألف قبل الميلاد 

المطلب الثالث  تاريخ نشأة الحضارة الإغريقية :

 يشير مصطلح اليونان القديمة إلى الفترة التي تمتد بين 700 - 480 قبل الميلاد ، أما العصر الكلاسيكي اليوناني فيمتد بين 480 إلى 323 قبل الميلاد

 . موقع الجغرافي : تقع بلاد اليونان في القسم الشرقي من السواحل الجنوبية لأوربا التي تطل على البحر المتوسط و بالتحديد فهي تقع في الجزء الغربي من شبه جزيرة البلقان و بلاد اليونان بلادصغيرة لايزيد طولها عن 400 كلم وعرضها 300 كم ولكنها تحتل موقعا ممتازا فهي في منطقة متوسطة بين قارات العالم القديم أوربا و آسيا أفريقيا قريبا ر من مركز الحضارات الشرقية القديمة تبدأ حدود هذه البلاد من جهة الشمال بمقاطعة تساليا و مقدونيا و في الجنوب تنتهي بشبه جزيرة البلوبونيز من جهة الشرق يقع بحر إيجة الذي يفصل بلاد اليونان عن آسيا الصغرى ، و من جهة الشرق الغرب عن إيطاليا و صقلية . 

الاطار الزماني والمكاني : لقد كان للبيئة والتضاريس تأثير مباشر في التاريخ اليوناني منذ عصوره الأولى ، واهم ما ميز التكوين الجغرافي لبلاد اليونان هو كثرة الجبال الوعرة التي تشغل الجزء الأكبر من سطحها ، كما أن الأنهار التي تخترق تلك الأراضي ليست صالحة للملاحة أو تسهل قيام اتصال بين تلك الأجزاء الجبلية ، وقد أدت هذه العوامل إلى ظهور النزعة الانفصالية منذ بداية التاريخ اليوناني وبالتالي قيام دويلات المدن وعدم إمكانية قيام أي وحدة سياسية ، بل ساهمت تلك الظروف الجغرافية في تكريس النزاع والحروب بين تلك الدويلات . - تميزت المناطق السهلية بصغر مساحتها وعدم امتدادها ، كما أن التربة في تلك المناطق فقيرة وقليلة الخصوبة وهو ما أدى إلى الفقر في العديد من المحاصيل الزراعية خاصة الحبوب ، وبالتالي ترتب عن ذلك نتائج سياسية واجتماعية خطيرة منها على سبيل المثال الحرب بين أثينا واسبرطة في القرن 5 ق.م حيث استغل القمح كسلاح ضد أثينا التي عانت نقصا منه . - لجوء اليونانيين منذ وقت مبكر من تاريخهم إلى البحر كمورد للرزق للملاحة أو الهجرة إلى سواحل حيث وصلوا إلى شبه الجزيرة الإيطالية واسبانيا وصقلية وقبرص والساحل الغربي لآسيا وانشاوا مستعمرات لهم وعملوا بالتجارة ومنهم من عمل بالقرصنة ، إلى أن تمكن الرومان من القضاء على هذه الظاهرة في القرن الأول ق.م. وفي القرن 8 ق.م توسعت بلاد الإغريق وانتشرت مستعمراتهم في البحر الأسود والشواطئ الشمالية للبحر المتوسط في اسبانيا ، في عهد الاسكندر الأكبر عرفت اليونان توسعا هاما حيث وصلت إلى الهند مرورا بمصر والشام والعراق وبلاد فارس

المبحث الثاني مراحل تطور الاغريق

أهم المراحل التاريخية والحضارية لتاريخ بلاد الإغريق

مر تاريخ بلاد الإغريق من مجموع من المراحل والمحطات الهامة والتي يمكن التمييز بينها وفق أحداث كبرى غيرت مجرى الحضارة الإغريقية ويمكن جمع كل تلك المحطات التاريخية في الآتي :

عصر البرونز ( ما بين 3000 ق.م و 1100 ق.م )

شهدت بلاد الإغريق في عصر البرونز ظهور مجموعة من الحضارات ومنها :

– الحضارة الميناوية بجزيرة كريت

– الحضارة الكيكلادية بجزر بحر إيجه

– الحضارة الطروادية بشمال غرب آسيا الصغرى

– الحضارة الهيلادية في بلاد الإغريق القارية

– الحضارة الموكينية التي نشأت بعد الحضارة الهيلادية في بلاد الإغريق القارية ( ما بين 1400 ق.م – 1100 ق.م 

عصر الحديد ( ما بين سنة 1100 ق.م – 750 ق.م )

ويسمى أيضا بالمرحلة الغامضة ، وتمتد ما بين سنة 1100 ق.م – 750 ق.م ، وعُرف هذا العصر بالإضطراب والحروب والغزوات من أجل البحث عن المناطق التي تتوفر على المعادن ، وكان من ثمارها الغزو الدوري لبلاد الإغريق القارية .

وبالرغم من كل تلك الفوضى العارمة التي شهدتها بلاد الإغريق في هذه المرحلة ، إلاّ أن ما يميز هذه الفترة هو إكتمال الجنس الإغريقي وعناصر شعبه والتوسع في كل الرقع الجغرافية المشكلة لأرض بلاد الإغريق بفضل هجرات سكان بلاد الإغريق من بلاد الإغريق القارية إلى جزر بحر إيجه وسواحل آسيا الصغرى هروبا من الإحتلال الدوري .  

العصر الأرخي أو ما يصطلح عليه بالفترة المبكرة ( ما بين 750 ق.م – 490 ق.م ) :

وقد شهد العصر الأرخي مجموع من الأحداث في بلاد الإغريق وأهمها :

– ظهور الكتابة بالإعتماد على الأبجدية الفينيقية ، فشهدت بلاد الإغريق بعد ذلك إنتاجا أدبيا مهما تمثل في ملحمتي الإلياذة والأوديسة للشاعر الإغريقي هوميروس .

– ظهور المدن الدول Polis ككيان اقتصادي واجتماعي وسياسي ، وما عرفته تلك المدن الدول من تطورات على مستوى الأنظمة الحاكمة ( من النظام الملكي إلى النظام الأرستقراطي ثم ظهور المصلحين وبعدهم الطغاة ، لتنتهي تلك التطورات بظهور النظام الديمقراطي وخاصة في المدن الإغريقية المشهورة ) .

– حدوث هجرات سكانية نحو مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ، والمعروفة بالحركات الاستيطانية الثانية ما بين القرن 8 ق.م و القرن 6 ق.م

– كما أن العلوم والفنون في هذه الفترة شهدت تطورا ملحوظا في بلاد الإغريق ، بالإضافة إلى استقرار المعبودات الإغريقية

العصر الكلاسيكي ( ما بين القرن 5 ق.م إلى نهاية القرن 4 ق.م )

على المستوى الخارجي ، شهدت بلاد الإغريق مجموعة من الحروب الخارجية تمثلت في :

– الحروب الميدية ضد الفرس ( ما بين 490 ق.م – 448 ق.م )

– الحرب ضد قرطاجة ( ما بين 574 ق.م – 480 ق.م )

– الحرب ضد الأثروسكيين في مدينة كومس عام 474 ق.م

أما على المستوى الداخلي ، حصل تنافس واقتتال حاد بين المدن الإغريقية ( وخاصة منها : أثينا – اسبرطة – طيبة ) ، كمحاولة منها لفرض سيطرة إحداهم على باقي مدن بلاد الإغريق من أجل توحيد البلاد تحت سلطة سياسية واحدة ، لكن كل المحاولات باءت بالفشل ، الأمر الذي أدخل البلاد في حروب أهلية طاحنة ( عرفت بحروب البيلوبونيز ) أضعفت كاهل كل المدن الإغريقية عسكريا واقتصاديا ، وأصبحت لقمة سهل للمقدونيين عام 338 ق.م .

العصر الهلنيستي من القرن 4 ق.م إلى سنة 146 ق.م

وهو العصر الذي سيطر فيه فليب المقدوني حاكم مقدونيا ( الواقعة في شمال بلاد الإغريق ) على بلاد الإغريق ( ابتداء من عام 338 ق.م ) بعد تعرض بعض مدنها للدمار سواء من قبل القوى الخارجية أو بسبب الحروب الأهلية التي كانت بين المدن الإغريقية .

وتجدر الإشارة إلى أن هناك اختلاف عند المؤرخين بخصوص مملكة مقدونيا ، فهناك من ينسبها إلى بلاد الإغريق ، ويقر بأنها أرض إغريقية شأنها شأن باقي المدن الإغريقية الأخرى ، وهناك ومن يرى بأنها أرض منعزلة على بلاد الإغريق ، وبالتالي فسيطرة المقدونيين على بلاد الإغريق عرّض الإغريقيين إلى الإحتلال الأجنبي .

خاتمـة : 

ونستنج في الأخير أن الحضارة الإغريقية من أكبر وأعظم الحضارات التي نشأت قديما ، وقد ازدادت قوة تلك الحضارة في القرن الرابع والخامس قبل الميلاد وخاصة عند ظهور مدن كاثينا وإسبارطة ، واشتهرت الحضارة الإغريقية بالفن والفكر والسياسة بين الحضارات الأخرى ، وهي من أول الدول التي كانت تتمتع بوجود برلماني له روح ديمقراطية متداخلة مع تفاصيل الدولة يتمثل في رجال الدين والفلاسفة والجيش ، وهاذا ما وصل لنشأة وقيام الحضارة الإغريقية .

المراجع

● سيد أحمد علي الناصري ، الإغريق تاريخهم وحضارتهم ، ط 2 ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 1976 

. عاصم احمد حسين ، المدخل إلى تاريخ وحضارة الإغريق ، مكتبة نهضة الشرق ، القاهرة ، 1998 . ه

 ابتهال عادل إبراهيم الطائي ، تاريخ الإغريق ، ط 1 ، دار الفكر ، عمان ، الأردن ، 2014 . ه 

لطفي عبد الوهاب يحي ، ( اليونان ) مقدمة في التاريخ الحضاري ، ط 2 ، الإسكندرية 

، عبد اللطيف احمد على ، التاريخ اليوناني : العصر الهيللادي ، دار النهضة العربية ، بيروت ، 1971 .

 • جان قركوتيه ، قدماء المصريين والإغريق ، بحث في العلاقات بين الشعبين من أقدم الأزمنة إلى نهاية الدولة الحديثة ، تر : محمد علي كمال الدين ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 1960 

. رجب عبد الحميد الأثرم ، حالة قورينانة ( برقة ) القرن السابع ق.م وحتى عام 16 ق.م ، رسالة ماجستير ، 1970 .