الدولة العباسية
خطة البحث
مقدمة
المبحث الاول قيام دولة الخلافة العباسية
المطلب الاول تنظيم الدعوة العباسية
المطلب الثاني أطوار الدعوة العباسية
المبحث الثاني عصور العصر العباسي
المطلب الاول العصر العباسي الأول : ۱٣٢ - ۲۳۲ هـ / 750 - ٨٤٧ م
المطلب الثاني الفتوحات العباسية
خاتمة
المراجع
مقدمة
العباسيون هي السلالة الثانية من الخلفاء التي ظهرت بين 750 وحتى 1258 ميلادي، وقد كان مقر الخلافة العباسية منذ 762 في بغداد، ثم 892 في سامراء، واستطاع العباسيون أن يستفردوا بالخلافة بعدما أزاحوا بني أمية من طريقهم، بعد أن قضوا على تلك السلالة الحاكمة، وقضوا على مغلم أبنائهم بعد مطاردات طويلة، وقد نجا منهم من لجأ إلى الأندلس فقط، والدولة العباسية هي دولة أسسها رجال من سلالة العباس بن عبدالمطلب، أصغر أعمام الرسول محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-، وقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الناقمين على الأمويين، فاستبعدوهم من مناصب الدولة والمراكز الكبرى، بينما اختص العرب بها، وقد استعان العباسيون بالشيعة لمساعدتهم في خلخلة كيان الدولة الأموية، وبعدما أصبح الحكم في قبضتهم نقلوا العاصمة من دمشق إلى الكوفة ثم الأنبار قبل أن يقوموا بتشييد مدينة بغداد لتكون عاصمة لهم والتي ظلت تزدهر ثلاثة قرون متوالية.
فكيف قامت الدولة العباسية؟؟؟؟
المبحث الاول قيام دولة الخلافة العباسية
المطلب الاول تنظيم الدعوة العباسية
لم يكن قيام دولة الخلافة العباسية مجرد بيعة خليفة دون آخر ، أو انتقال الحكم من الأمويين إلى العباسيين في حكم المسلمين ، ويعتبر هذا الحدث أكثر من مجرد تغيير في الأسرة الحاكمة . لقد كانت الثورة العباسية ، وما نتج عنها من تغيير جذري في المجتمع الإسلامي ، نقطة تحول هامة وفاصلة في هذا المجتمع ، لازمته طوال العصر العباسي الأول . وقد ثبت أن التنظيم العقدي في فترة التحضير للثورة ينم عن عبقرية فذة الإعداد والترتيب . لقد وضع العباسيون الأوائل نهجاً ، في التنظيم السري ، أضحى مثالاً يحتذى . طبقته بعض الدول التي قامت في كنف الخلافة العباسية ، كالفاطميين ، بالإضافة إلى الحركات السرية التي قامت في بلاد المسلمين كالقرامطة . ويقوم هذا التنظيم على السرية المطلقة . وقد انتهج العباسيون الأوائل هذا الأسلوب السري على الكوارث التي حلت بآل البيت طيلة العصر الأموي ، وما عمدت إليه الدولة الأموية من القضاء على الحركات العلوية وعلى زعمائها بشكل خاص ، بحيث لا تقوم لهم بعد ذلك قائمة . وتقوم الدعوة السرية حول إمام من آل البيت يدير دفة هذه الحركات السرية ، ويرعى هذه التنظيمات ، ويوجه النقباء والدعاة ويقودهم ) . وقد آلت الإمامة في هذا ( ۱ ) وضع المشرفون على الدعوة العباسية تنظيماً إدارياً سرياً تضمن سلسلة من المراتب بشكل تسلسلي بهدف تيسير مهمة القائمين بها . تبدأ هذه السلسلة بمرتبة النقباء = ۱۸ التنظيم السري إلى بني العباس في فترة مرحلية بالغة الأهمية ( 1 ) . وأدرك الإمام محمد بن علي العباسي ( ١١٨ - ١٢٥ هـ ) ، الذي آلت إليه الدعوة العباسية ، والذي سعى لنيل الخلافة ؛ أن نقل حق الإمامة من بيت إلى بيت آخر لا بد أن الإمام مساعدي الأئمة ، وكان عددهم اثني عشر نقيباً . وهم وحدهم يعرفون سر ويحتفظون بهذا السر لأنفسهم . وكانوا على طراز واحد من القدرات العسكرية والثقافية والإخلاص للدعوة ، وقدرة على استقطاب الأنصار . ويلي مرتبة النقباء مرتبة نظراء النقباء وعددهم يساوي عدد النقباء . والنظير يحل محل النقيب عند وفاته . ويساعد النقباء عدد من الدعاة يبلغ عددهم سبعون داعياً ، يأتمرون بأمرهم ، ويتمتعون بقدرات
( ۱ ) وضع المشرفون على الدعوة العباسية تنظيماً إدارياً سرياً تضمن سلسلة من المراتب بشكل تسلسلي بهدف تيسير مهمة القائمين بها . تبدأ هذه السلسلة بمرتبة النقباء التنظيم السري إلى بني العباس في فترة مرحلية بالغة الأهمية ( 1 ) وأدرك الإمام محمد بن علي العباسي ( ١١٨ - ١٢٥ هـ ) ، الذي آلت إليه الدعوة العباسية ، والذي سعى لنيل الخلافة ؛ أن نقل حق الإمامة من بيت إلى بيت آخر لا بد أن في طبقة مساعدي الأئمة ، وكان عددهم اثني عشر نقيباً ، وهم وحدهم يعرفون سر الإمام ويحتفظون بهذا السر لأنفسهم ، وكانوا على طراز واحد من القدرات العسكرية والثقافية والإخلاص للدعوة ، وقدرة على استقطاب الأنصار . ويلي مرتبة النقباء مرتبة نظراء النقباء وعددهم يساوي عدد النقباء . والنظير يحل محل النقيب عند وفاته ، ويساعد النقباء عدد من الدعاة يبلغ عددهم سبعون داعياً ، يأتمرون بأمرهم ، ويتمتعون بقدرات دعائية وعسكرية مماثلة . وبرز من بين هؤلاء عدد من الدعاة ، أخذوا على عاتقهم إعداد الأنصار نفسياً وثقافياً ، وإحداث الثورة ، وكانت لهم مواقف مميزة . ويلي مرتبة الدعاة مرتبة دعاة الدعاة . الدعاة سلسلة المراتب طبقة أخرى أدنى مرتبة هي العمال ، حيث كان لكل داع عدد من العاملين يديرون الجهاز السري . وينتهي الجهاز بخلايا سرية كانت تتوغل في عمق المجتمع في كافة الأمصار . وقام منطق هذا الجهاز السري على شعارات دعائية هي المساواة والإمامة للرضا من آل محمد ، والدعوة إلى الإصلاح . راجع ، مؤلف مجهول : أخبار الدولة العباسية ، ص ٢١٦ - ۲۲۲ يذكر العباسيون قصة يفسرون بها حقهم الشرعي بالخلافة ، وهي أن أبا هاشم ، زعيم الشيعة الكيسانية ، قصد دمشق بناء على دعوة من الخليفة سليمان بن عبد الملك ، فيره ووصله ، ثم رأى من فصاحته ورئاسته وعلمه ما حسده عليه ، فتخوف منه مدركاً أن الشيعة هم الحزب المنافس لبني أمية ، فدس له من سمه . وشعر أبو هاشم بالسم يجري في جسمه ، فأدرك أنه ميت ، وكان بالقرب من بلدة الحميمة ، فعرج عليها واجتمع بعلي بن عبد الله العباسي ، فأخبره بأنه هالك ، وأوصى إليه ، وتنازل له عن حقه في الإمامة ، وسلمه زمام الدعوة الكيسانية ، وأمده باسم داعي دعاته في الكوفة ومن يليه من الدعاة ، كما سلمه رسائل يقدمها إليهم . وعلى أساس هذا التنازل ، ورث علي بن عبد الله العباسي ، وابنه محمد من بعده ، جميع الخطط والدعاية السرية التي كانت للشيعة الكيسانية . هذا وينكر عدد من المؤرخين هذه الرواية ولا يعتقدون بصحتها .
_______________
ابن الأثير ج 4 ص 159 وقارن بابن الطقطقا : الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ، ص 143 الذي يذكر أن هشاما بن عبد الملك هو الذي استدعى أبا هاشم .
العبادي ، أحمد مختار : في التاريخ العباسي والأندلسي ص ۱۹ - ۲۱.
المطلب الثاني أطوار الدعوة العباسية
مرت الدعوة العباسية بطورين هامين :
الطور الأول يبدأ هذا الطور في مستهل القرن الثاني للهجرة ، وينتهي بانضمام أبي مسلم الخراساني إلى الدعوة ، ويغطي الفترة الزمنية بين عامي ( ١٠٠ـ ١٢٨ هـ / ٧١٨ ٧٤٦ م ) . وقد تميزت الدعوة ، في هذا الطور ، بالسرية التامة ، وخلوها من أساليب العنف ، في الوقت الذي كانت فيه دولة الخلافة الأموية متماسكة . أبيه بدأ تهجير أعداد كبيرة من الشيعة من الكوفة والبصرة إلى منطقة بلخ في خراسان استمرت أيام الحجاج بن يوسف الثقفي . ومما لا شك فيه أن هؤلاء المبعدين وجدوا في الأقاليم الفارسية أرضا صالحة لنشر أفكارهم عن الإمام المنتظر وهو المهدي ، بفعل أن الموالي من الفرس كانوا لا يزالون يشعرون بالحاجة إلى حاكم مطلق يمتلك من الصفات ما هو فوق البشر وفقاً لما تعودوه زمن الأكاسرة ، وبفعل ما كان سائداً المجتمع الساساني من نظرية الحق الإلهي للملوك ، حيث كان يتوارث الملك أهل بيته ولا يجوز نقله إلى غير بيت الملك ، وكانت العلاقات الجيدة بين خراسان وكل من الكوفة والبصرة ، وهما مركز الاستقطاب الطالبي ، سبباً في اعتناق أهل فارس الآراء المعادية للأمويين ، لذلك استجابوا للدعوة العباسية رغبة في التخلص من حكم الأمويين وأملاً في استعادة سلطانهم الغابر الذي قوضه المسلمون ، وكان هذا اندفاع غالبيتهم لمناصرة أي ثائر ضد الدولة الأموية . راجع فيما يتعلق بأسباب استعانة العباسيين بالفرس واستجابة هؤلاء لهم : العمرو
نظم الدعوة في العراق ثلاثة دعاة هم : ميسرة العبدي ، وهو مولى لعلي بن عبد الله بن العباس ، وبكير بن ماهان ، ويعتبر أهم دعاة العراق ، وأبو سلمة الخلال الذي قاد الدعوة في الأعوام الخمسة الأخيرة قبـل تسلم بني العباس السلطة . أما في خراسان ، فقد قامت الدعوة على أكتاف جماعة من الدعاة ، أشهرهم أبو عكرمة السراج ، مولى ابن عباس ، ومحمد بن خنيس ، وحيان العطار ، وكثير الكوفي ، و خداش البلخي ، ونقيب النقباء سليمان بن كثير الخراعي . ويبدو أن السلطات الحاكمة ، علمت بأمر الدعوة ، فطاردت الدعاة وقتلت بعضهم ، كما أن بعضهم الآخر راح ضحية تطرفه كخداش البلخي . وأحدث الإمام محمد بن علي العباسي تغييراً استراتيجياً هاماً في فحوى الدعوة خصصها لنفسه ، وكشف ذلك لدعاته ، على أن يبقى هذا الأمر وقفاً - عليهم فقط حين دون العامة . وتوفي الإمام محمد في عام ( ١٢٥ هـ / 743 م ) ، بعد أن قطعت الدعوة شوطاً بعيداً ، وقد أوصى بالإمامة من بعده لابنه إبراهيم.
الطور الثاني يبدأ هذا الطور بانضمام أبي مسلم إلى الدعوة العباسية ، واستمر حتى عام وهو العام الذي سقطت فيه دولة الخلافة الأموية ، وقامت دولة ( ۱۳۲ هـ / 750 م ) و الخلافة العباسية . تعرضت الدعوة العباسية ، بعد وفاة الإمام محمد بن علي ، إلى الاهتزاز بفعل قيام حركات شيعية مستقلة عنها ، في خراسان ، فخشي الإمام إبراهيم أن يفلت زمام الأمور من يده ، وتكتسح هذه الحركات دعوته . لذلك قام ليعيد طاعة الخراسانيين العرب بشكل بنفوذه الشخصي ، ، أن يستميل زعيمهم سليمان بن كثير الخزاعي الذي حم بين الجماعة الخراسانية ، وبين الرئاسة في الحميمة . 12 281 / 23 تميزت الدعوة ، في هذا الطور ، باستعمال القوة لتحقيق هدفها . ( ۱ )
______________
مرجع سابق ص 110 - 115 .
ابن كثير : جـ 10 ص 5 .
المبحث الثاني عصور العصر العباسي
المطلب الاول العصر العباسي الأول : ۱٣٢ - ۲۳۲ هـ / 750 - ٨٤٧ م
ابتدأ هذا العصر بخلافة أبي العباس السفاح وانتهى بخلافة الواثق ، وتميز بقوة الخلافة واستقلالها التام ، وتركيز السلطات العليا في الدولة بيد الخلفاء الذين تمتعوا بقدرات شخصية وسياسية وإدارية فذة ، استطاعوا من خلالها المحافظة على وحدة الدولة ، وإخماد الفتن والثورات التي قامت في وجهها . تمتع الفرس في هذا العصر بمكانة مرموقة في الدولة ، وكان لنفوذهم الواسع تأثير كبير في توجيه سياستها ، حتى سيطروا أخيراً على الجهازين الإداري والعسكري في بغداد والأقاليم الخاضعة لنفوذها ، فأحكموا قبضتهم على قيادة الجيوش والمناصب الإدارية الكبرى كالوزارة والكتابة والولاية على البلدان ( ۱ ) . هذا وكان أفراد الجيش عوناً للخلافة ، وأداة طيعة في يد الخلفاء . وقد ختم الدور بانتهاء عهد الخلفاء الذين كانوا يقودون الجيوش بأنفسهم ، ويخوضون غمرات الموت ولا يستسلمون لداعي الترف المضني . ومثل هذا العصر الزاهي كل من الخلفاء : أبو العباس ، المنصور ، المهدي ، الهادي ، الرشيد ، الأمين ، المأمون ، المعتصم والواثق .
العصر العباسي الثاني : ٢٣٢ - ٣٣٤ هـ / ٨٤٧ - ٩٤٦ م ابتدأ هذا العصر بخلافة المتوكل ، وانتهى خلال عهد المستكفي ، وتميز بضعف الخلافة وسقوط هيبتها شيئاً فشيئاً ، حتى تجرأ أمراء الأطراف بالتخطيط للانفصال عنها . وأحكم الأتراك ، في هذا العصر ، قبضتهم على أجهزة الدولة . ومنذ عهد المتوكل ، بدأ الانحلال يتسرب إلى جسمها بفعل ازدیاد نفوذهم . وكان هذا الانقلاب.
العصر العباسي الثالث : 334 - 447 هـ / 946 - 1055 م ابتدأ هذا العصر أثناء خلافة المستكفي ، وانتهى أثناء خلافة القائم ، وتميز بارتباطه بتاريخ البويهيين الذين كانوا أصحاب النفوذ الحقيقي
العصر العباسي الرابع : 447 - 656 هـ / ١٠٥٥ - ١٢٥٨ م ابتدأ هذا العصر أثناء خلافة القائم ، وانتهى بوفاة المستعصم ، وتميز بانتقال السلطان الفعلي إلى أيدي السلاجقة الأتراك الذين أقاموا في بلاد الجبل . كانت أوضاع هؤلاء السلاجقة ، أفضل منها مع بني بويه ، لأنهم احترموا الخلفاء تديناً على مذهب أهل السنة وأبدوا لهم من مظاهر التعظيم والإجلال ما يقضي الخلافة باعتبارهم منصبهم الديني . لم يكن الخلفاء ، خلال هذا العصر ، على نمط واحد من القدرة والتصرف . فإنهم منذ عهد المسترشد شرعوا يستردون بعض نفوذهم الفعلي . واستقلوا بحكم ابعة لها منذ عهد المقتفي ، واستعادوا نفوذهم منذ عهد الناصر ، ق ومكثواستة وستين - عاماً ل ما لم يخضعوا فيها لأي سلطان إلى أن قام المغول بتحركهم الواسع منطلقين نحو الغرب يحتلون الممالك ويدمرون المدن حتى وصلوا إلى بغداد فاحتلوها وأسقطوا الخلافة العباسية .
_______________
الزهراني ، محمد بن مسفر : نفوذ السلاجقة السياسي في الدولة العباسية : ص ١٤ .
البيروني ، أبو الريحان : الآثار الباقية عن القرون الخالية : ص ۱۳۲ . ٣٥
الخضري ، الشيخ محمد : الدولة العباسية : ص ٤٨٤ . الزهراني : ص ١٤ . ٣٤
المطلب الثاني الفتوحات في العهد العبّاسي
واصل المسلمون في العهد العبّاسي فتوحاتهم حتى وصلوا إلى البوسفور، و استطاعوا فتح كشمير، وقندهار، وكذلك الملتان، ولم يكتفوا بذلك، فقد واصلوا زحفهم حتى وصلوا صقليّة، وفتحوها، وفتحوا من بعدها إيطاليا، أمَّا في أفريقيا، فعلى الرّغم من أنَّ السودان، والنوبة قد فُتِحتا من قِبل المسلمين، إلّا أنَّ النوبيّين لم يستمرُّوا في صُلحهم مع المسلمين؛ إذ خرقوا الصُّلح معهم، وهذا ما جعل الولاة يُجبرونهم على دَفْع الجِزية من خلال حملات عسكريّة سُيِّرت إليهم، واستطاع العبّاسيّون كذلك فَتْح غانا الوثنيّة، والتي تُعتبَر جزءاً من السودان الغربيّ، وقد واصل المسلمون في العهد العبّاسي فتوحاتهم، وانتقلوا إلى شمال آسيا، وكذلك شرقيّ أوروبا، حتى استطاعوا إدخال تركستان في الإسلام.[٧] العُلوم في العهد العبّاسي لقد فرَّق المسلمون بين العُلوم بحسب مصادرها؛ فالعلوم التي أُخِذت عن القرآن الكريم تُسمَّى (العُلوم الشرعيّة، أو النقليّة)، كعِلم القراءات، والتفسير، والنحو، والبيان، والفِقه، والحديث، وقد انشغل الناس بهذه العُلوم في العصر العبّاسي الأوَّل، وكانوا يتحدَّثون بأخلاق القرآن، وظهرت مَذاهِب في الفقه، والتي اشتُهِر منها: المذهب المالكيّ، والشافعيّ، والحنبليّ، والحنفيّ، أمَّا العُلوم التي أُخِذت عن الأُمَم الأُخرى فقد أطلقوا عليها اسم (العُلوم الحُكميّة، والعقليّة)، ومن الجدير بالذكر أنَّ الترجمة قد انتشرت في عهد هارون الرشيد، بالإضافة إلى ازدهار العُلوم الأُخرى في العهد العبّاسي، كالجُغرافيا، والرياضيّات، والفلك، وكذلك عِلم الطبِّ الذي اشتُهِر فيه الطبيب (ابن بختيشوع) في عهد هارون الرشيد.[٨]
____________
احمد الجماعيني، الاسلام شمس تشرق كل حين، عمان - الأردن: دار الخليج للنشر والتوزيع، صفحة 99. بتصرّف.
خاتمة
لم تَكُن سَيطرة الجُند التُّرك، والقادة على الخُلفاء العباسيّين هي السبب الوحيد في ضعف الدَّولة العبّاسية، وانهيارها الذي جاء باستباحة بغداد، وقتل أهلها؛ حيث كانت هنالك أسباب أُخرى ساهمت في هذا الضعف، والانهيار، ومن هذه الايباب انغماس المُجتمع العبّاسي في الترف؛ فقد أصبحت المادَّة طاغية فيه، وانزلاق الناس نحو اللهو، والفساد، وازدهار الغِناء عِوضاً عن الجِهاد، وأصبح حُبُّ الدنيا ظاهراً، وطاغياً في قلوب الناس. انتشار الشعوبيّة، وازدهارها؛ وهي حركة مُتعصِّبة تُفضِّل العجم على العرب. ظهور الحركات الانفصاليّة، ونُشوء دُوَل داخل الدَّولة الإسلاميّة، وازدياد الدُّول المُستقلَّة عن الدَّولة الإسلاميّة.
المصادر والمراجع ـ
ابن أبي أصيبعة ، أحمد بن القاسم السعدي : ـ عيون الأنباء في طبقات الأطباء . تحقيق نزار رضا . مكتبة دار الحياة بيروت 1965 .
ـ ابن الأثير أبو الحسن علي .
. . ابن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري : الكامل في التاريخ . دار الكتاب العربي - بيروت ط ٢ ، ١٩٦٧ م .
ابن اعثم ، أبو محمد أحمد : كتاب الفتوح . دار الكتب العلمية بيروت . ط 1 ، ١٩٨٦ .
ابن إياس ، محمد بن أحمد الحنفي المصري : - بدائع الزهور في وقائع الدهور . تحقيق محمد مصطفى ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ۱۹۸۲ م
. ابن تغري بردي ، جمال الدين أبي المحاسن يوسف : النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة . دار الكتب المصرية .
وزارة الثقافة والإرشاد القومي المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر .
ـ ابن الجوزي ، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد : ـ المنتظم في تاريخ الملوك والأمم . دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد الدكن 1357 هـ .
ابن خرداذبة ، عبد الله بن عبد الله : ـ المسالك والممالك . نشر دي غويه .
ليدن ۱۸۸۹ م .
ابن الخطيب ، لسان الدين بن الخطيب : أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الإسلام من ملوك الإسلام . تحقيق أحمد مختار العبادي ومحمد إبراهيم الكفافي الدار البيضاء 1964 .
تعليقات
إرسال تعليق